توتّر العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين بسبب الفول والزيت

أحدث خفض الصين لمشترياتها من فول الصويا الأمريكي توترًا جديدًا في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث تتجه إدارة الرئيس الأمريكي إلى فرض قيود على واردات زيت الطهي المعاد استخدامه من الصين، ردًا على الأثر السلبي لهذه الخطوة على المزارعين الأمريكيين. يتركز الصراع التجاري الحالي على فول الصويا ودور زيت الطهي المستعمل في التوازن الاقتصادي بين البلدين.

كيف أثر تقليل الصين مشترياتها من فول الصويا الأمريكي على العلاقات التجارية

تمثل فول الصويا سلعة استراتيجية عالية الأهمية للصين، التي استوردت أكثر من 22 مليون طن من فول الصويا الأمريكي في 2024 بقيمة تخطت 12 مليار دولار؛ إلا أن تقليص بكين لمشترياتها من المنتج الأمريكي بات واضحًا، مع تحوّل ملموس نحو البرازيل والأرجنتين كمصادر بديلة. هذا الابتعاد عن فول الصويا الأمريكي أدى إلى تراجع حجم التبادل التجاري الزراعي بين البلدين، وهو ما زاد من الضغوط على المزارعين الأمريكيين وأثار توترًا في العلاقات الاقتصادية المستمرة.

تداعيات قرار واشنطن بفرض قيود على واردات زيت الطهي المستعمل من الصين

أعلن الرئيس الأمريكي من خلال منشور على “تروث سوشيال” قدرة الولايات المتحدة على إنتاج زيت الطهي محليًا بسهولة، معتبرًا أن الاستيراد من الصين غير ضروري، مشيرًا إلى أن خفض الصين شراء فول الصويا الأمريكي يؤثر سلبًا على المزارعين الأمريكيين ويرفع مستوى التوتر التجاري. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تزامن مع انخفاض صادرات الصين من زيت الطهي المعاد تدويره المستخدم في الوقود الحيوي، والتي سجلت تراجعًا لافتًا بين عامي 2024 و2025، بعدما بلغت حوالي 1.27 مليون طن في 2024 بقيمة 1.2 مليار دولار، ثم انخفضت إلى 387 ألف طن خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، مقارنة ب684 ألف طن في الفترة نفسها من العام السابق، في مؤشر على تغييرات استراتيجية في السياسات الصينية المتعلقة بالتصدير والدعم.

تحولات الأسواق العالمية وتأثير التوتر التجاري بين واشنطن وبكين على تجارة فول الصويا وزيت الطهي

يُظهر السوق استمرارًا لتأثر التجارة بين البلدين في قطاعي فول الصويا وزيت الطهي المستعمل؛ فقد أعلن بعض التجار أن الولايات المتحدة أوقفت فعليًا استيراد زيت الطهي المعاد تدويره من الصين، بينما ركز المنتجون الصينيون جهودهم على الأسواق الأوروبية، مما يعكس تعويضًا جزئيًا لخسائر السوق الأمريكية وتغيرًا في الأولويات التجارية. رغم محدودية تجارة زيت الطهي مقارنة بفول الصويا، إلا أن التصعيد الحالي قد ينعكس على سلاسل التوريد العالمية وأسعار السلع الزراعية، مما يزيد الضغوط على المزارعين الأمريكيين والصناعات التي تعتمد على الصادرات الزراعية الصينية، مهددًا الاستقرار الاقتصادي في القطاع الزراعي عالمياً.