جوارديولا يحوّل ماكينة التهديف إلى حارس حصين ويهدد كتيبة أرتيتا

مكن لمانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا أن يفرض أجواء الرعب على كتيبة أرسنال وأرتيتا بفضل الأداء المميز والاستراتيجيات المحكمة، وهو ما تجلى بوضوح في الفوز الساحق 3-0 على ليفربول في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز. يشير هذا الانتصار إلى أن مانشستر سيتي لهذا الموسم يقدم نسخة أكثر قوة واجتهاداً مقارنة بالموسم الماضي، ما يدعم فرص الفريق في المنافسة على لقب الدوري بقوة، مع تقليص الفارق إلى 4 نقاط خلف المتصدر أرسنال.

الصفقة الأهم وتأثير الحارس دوناروما على تشكيلة مانشستر سيتي

يعتبر التعاقد مع الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما أضخم صفقة أثرت بشكل واضح على تشكيل مانشستر سيتي هذا الموسم، رغم عدم احتلاله مراكز متقدمة في ترتيب الحراس حسب عدد التصديات أو عدد المباريات بشباك نظيفة، إلا أن أداؤه كان استثنائياً في دعم دفاع الفريق. فقد حافظ دوناروما على نظافة شباكه في 4 مباريات من أصل 8 خاضها، ونجح في تنفيذ 15 تصديًا حاسمًا، ليستقبل فقط 4 أهداف، مما يعكس دور الحارس المركزي في استقرار الفريق الدفاعي. النجاح في استقطاب دوناروما جاء نتيجة استثماره لصراعاته مع باريس سان جيرمان، حيث يمتلك خبرة عالية بعد قيادته للمنتخب الإيطالي إلى لقب يورو 2020 ومساهمته في تتويج بي إس جي بدوري أبطال أوروبا. كما أن حضوره يمنح زملاءه في الفريق ثقة كبيرة بعد فترة التذبذب التي شهدها مانشستر سيتي مع الحارس السابق الثاني جيمس ترافورد.

فودين وهالاند: محركات القوة الهجومية في مانشستر سيتي هذا الموسم

يشكل فيل فودين حجر الزاوية في التشكيلة الهجومية لمجلس السيتيزنز هذا الموسم، فاكتسب أهمية مضاعفة بعد رحيل كيفن دي بروين، وتمكن من اقتناص مركز أساسي في المواجهات الأخيرة رغم بداية الموسم المترددة. فودين استغل الإصابات التي لحقت بزملائه ليقدم أداءً يثبت جدارته، لا سيما خلال فوز الفريق على بوروسيا دورتموند بدوري الأبطال. من ناحية أخرى، يواصل النرويجي إيرلينج هالاند إثبات جدارته كآلة تهديف متعطشة، حيث سجل 14 هدفًا في 11 مباراة ببطولة الدوري، مؤكدًا جدارته كأحد أبرز المرشحين للجوائز الفردية، مع استعداده لتولي قيادة منتخب بلاده نحو مونديال 2026. يبرز هالاند هذا الموسم بقدرته على القيام بواجبات دفاعية، مما يعكس تكامله في الخطوط ويعزز من صلابة فريق جوارديولا.

عودة رودري والتحديثات في خط وسط مانشستر سيتي لتعويض الغيابات

يحظى مركز لاعب الوسط بمكانة حساسة داخل التشكيلة، ويأتي تعافي رودري من الإصابة كعامل مهم في تعزيز قوة الفريق، رغم أن المنافسة على مكانه في التشكيل الأساسي قد تظل محتدمة مع وجود نيكو جونزاليس، الذي أظهر مدى تأقلمه وأصبح عنصرًا حيويًا بفضل أداءه الناضج وأهدافه المهمة، مثل هدفه في مرمى ليفربول. جاءت صفقة نيكو لتعويض غياب رودري المستمر بسبب الإصابات المتكررة التي أثرت على الأداء الموسم الماضي، في ظل اعتماد اللاعبين مثل جوندوجان وكوفاسيتش على التقدم الهجومي أكثر، مما يجعل دور نيكو في وسط الملعب ذا مسؤولية دفاعية أكبر تنسجم مع خطة جوارديولا. بهذا الشكل، يظل خط الوسط في مانشستر سيتي مؤمنًا ويساهم في توازن الفريق على المستويين الدفاعي والهجومي.

اللاعب المركز عدد التصديات مباريات شباك نظيفة
جانلويجي دوناروما حارس مرمى 15 تصدي 4 مباريات من 8
إيرلينج هالاند مهاجم
فيل فودين جناح/خط وسط هجومي
نيكو جونزاليس وسط مدافع

تضافرت عدة عوامل أخرى تؤدي إلى تماسك مانشستر سيتي هذا الموسم؛ من بينها التعاون الدفاعي المثمر بين روبن دياز وجوسكو جفارديول، كما أن جوارديولا يبرع في إعادة توظيف اللاعبين بمرونة، حيث ثبت نيكو أورايلي كظهير أيسر وحوّل ماثيوس نونيز إلى ظهير أيمن، مما يضيف عمقًا مميزًا لدفاع الفريق، إلى جانب الاستفادة القصوى من إمكانات الجناح جيريمي دوكو الذي أصبح يشكل بعداً هجوميًا متطورًا بفضل مرواغاته في المساحات الضيقة. كذلك بدأ بيرناردو سيلفا يستوعب دور القائد بعد رحيل دي بروين، في حين بدأ ريان شرقي يظهر قيمته الفنية في ظل تحسن حالته الصحية. كل هذه التحسينات يشارك فيها أيضا لاعبو الاحتياط الواعدون، ما يؤكد أن منافسة مانشستر سيتي هذا الموسم على لقب الدوري ليست أضغاث أحلام، بل نتيجة عمل مستمر وعميق يقوده بيب جوارديولا بحنكة وذكاء.