الإعجاز الجيولوجي يكشف أسرار الجبال والمحيطات بتفسير الدكتور زغلول النجار

تُعد رحلة الدكتور زغلول النجار في مجال الإعجاز الجيولوجي من أكثر المسارات العلمية والدعوية غنىً وتفرّدًا، حيث جمع بين علوم الأرض وفهم الآيات القرآنية التي تناولت حقائق الجبال والمحيطات بأسلوب علمي رصين وجذاب.

السيرة الذاتية والمسيرة العلمية للدكتور زغلول النجار في مجال الإعجاز الجيولوجي

وُلد الدكتور زغلول راغب محمد النجار عام 1933 في قرية مشال بالغربية، مصر، في بيئة دينية محافظة ساعدته على حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. تميز النجار دراسيًا بتحقيقه تقدير امتياز، فقد نال بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1955، وواصل دراساته ليحصل على الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز في بريطانيا عام 1963. كما شغل مناصب أكاديمية مرموقة في جامعات مصر والسعودية وقطر وبريطانيا، وأسهم في رسم أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال واكتشافات في البترول والمعادن. هذه الخلفية الأكاديمية القوية مكّنته من ربط الإعجاز الجيولوجي بين ما يقوله القرآن الكريم وما أثبته العلم الحديث في مجال الأرض والجبال.

الدكتور زغلول النجار ورائدية الإعجاز الجيولوجي في تفسير آيات الجبال والمحيطات

انطلق النجار من تخصصه الجيولوجي ليفسّر عدة آيات قرآنية متعلقة بالجبال والمحيطات، مؤكّدًا أن القرآن استبق اكتشافات العلم بقرون. أشار إلى أن الجبال تعمل كأوتاد تثبت القشرة الأرضية، بحيث تدعم التوازن الجيولوجي؛ كما شرح ظاهرة حركة الصفائح التكتونية وتأثيرها على تكوين الأراضي والمحيطات. يدمج النجار بين البيانات العلمية الحديثة والآيات الكونية ليكشف عن معاني دقيقة في القرآن والسنة، ويبرز الإعجاز الجيولوجي الذي يدل على حكمة الخالق في خلق الأرض وتنظيمها. يُذكر أنه لم يقتصر على الإعجاز الجيولوجي فقط، بل تناول مجالات أخرى مثل الإعجاز الكوني والإعجاز في الماء والحياة.

إرث الدكتور زغلول النجار في الإعجاز الجيولوجي: مؤلفاته وإنجازاته العلمية والدعوية

ترك الدكتور زغلول النجار تراثًا علميًّا ودعويًّا ضخمًا ينقسم إلى أكثر من 45 كتابًا و150 بحثًا علميًا، جميعها تثبت رؤيته المتفردة للإعجاز الجيولوجي في القرآن. ومن أبرز مؤلفاته “من آيات الإعجاز العلمي” التي تغطي الجوانب الأرضية والكونية، إضافة إلى أعمال تبرز الإعجاز في السنة النبوية. كما ساهم في برامج ومحاضرات إذاعية وتلفزيونية نشر فيها نتائج أبحاثه بأسلوب بسيط وواضح. شغل رئاسة لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وشارك في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، ما أكسبه مكانة رفيعة وأثرًا واسعًا بين الباحثين والدعاة. حصل النجار على عدة جوائز مهمة منها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وجائزة بركة لعلوم الأرض، فضلًا عن عضويته في هيئة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم.

يمثل العمل الذي قدمه الدكتور زغلول النجار في الإعجاز الجيولوجي جسرًا علميًا بين الدين والعلوم الطبيعية، ويؤكد على أن الحقائق القرآنية المتصلة بالجبال والمحيطات ليست محض كلمات روحانية فقط، بل تحمل بُنى علمية دقيقة تتفق مع أحدث الاكتشافات العلمية، ما يجعل منه مرجعًا لا غنى عنه لكل من يتوق لفهم العلاقة بين الكتاب السماوي والعلوم الحديثة.