11-11-2025 | آخر خطاب لـ«وارن بافيت» ورسالة المستثمرين الحاسمة اليوم

أعلن وارن بافيت، الملقب بـ«عراف أوماها»، في رسالته الأخيرة للمساهمين عن قراره الابتعاد التدريجي عن إدارة شركة بيركشاير هاثاواي بحلول نهاية عام 2025، مؤكدًا أن هذه الرسالة تمثل وداعًا تاريخيًا لعهد طويل في عالم الاستثمار والاستراتيجيات المالية. منذ أكثر من ستة عقود، قاد بافيت الشركة من مصنع نسيج متعثر إلى إمبراطورية استثمارية متكاملة، تملك أكثر من 60 شركة وتبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار، ما يجعله أحد أبرز المستثمرين في العالم.

دور وارن بافيت وتنازله المرتقب في قيادة بيركشاير هاثاواي

ضمن كلماته التي تضمنت الكلمة المفتاحية الرئيسية «الرسالة الأخيرة لعراف أوماها»، أعلن بافيت أنه سيترك منصب الرئيس التنفيذي بشكل تدريجي، ووضع ثقته الكاملة في نائبه جريج آيبل، الذي وصفه بأنه تجاوز كل توقعاته في الكفاءة والاحتراف. وقال بافيت بعبارات حافلة بالاحترام: «لا أستطيع أن أتخيل مديرًا تنفيذيًا أو مستشارًا أثق به أكثر من جريج لإدارة أموالكم وأموالي»، مؤكدًا على أن آيبل يتميز بإدارة حثيثة وأسلوب تواصل صريح وشامل مع المستثمرين. يعكس هذا التحول خطوة مهمة في تاريخ الشركة، حيث تشهد الأسهم تراجعًا طفيفًا خلال الأشهر الماضية، رغم صعود الأسواق الأمريكية عمومًا.

استمرار بافيت كمجلس إدارة ومساهم أساسي رغم خروجه التدريجي

أكد وارن بافيت في هذه الرسالة الأخيرة لعراف أوماها أنه سيظل يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة وسيكون مساهمًا رئيسيًا في بيركشاير هاثاواي، حتى يطمئن المستثمرون تمامًا إلى قدرة جريج آيبل على قيادة الشركة بنجاح. لكن بافيت أعلن أيضًا أن ظهوره السنوي في الاجتماعات العامة للمساهمين وكتابة مقدمة التقارير السنوية لن تستمر، مشيرًا مازحًا إلى أنه سوف «يلتزم الصمت» مستقبلًا. وعلى الرغم من بلوغه 95 عامًا، لا يزال بافيت يحضر إلى مكتبه خمسة أيام في الأسبوع، مع إقرار ببطء حركته وتراجع قوة بصره، لكنه يؤكد شعوره بالعافية والحيوية لاستكمال مهامه.

تبرعات بافيت الخيرية والتزامه بمبادرة Giving Pledge

واحدة من الفقرات المهمة ضمن الرسالة الأخيرة لعراف أوماها كانت عن التزام وارن بافيت المستمر بالأعمال الخيرية، حيث أعلن عن تبرع إضافي بمبلغ 1.3 مليار دولار من أسهم بيركشاير هاثاواي لأربع مؤسسات تديرها عائلته، كجزء من مبادرة Giving Pledge التي شارك في تأسيسها مع بيل غيتس، والتي تبني على فكرة التبرع بغالبية ثروته للأهداف الإنسانية. وفق تقديرات مجلة فوربس، تبلغ ثروة وارن بافيت حوالي 148 مليار دولار، وقد تبرع بنحو 60 مليار دولار خلال حياته، مع خطة تسمح لأبنائه بتوزيع ما تبقى من الثروة خلال عشر سنوات بعد وفاته لصالح العمل الخيري.