الطاقة الدولية تكشف عن نمو الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050

يتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن يستمر نمو الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050، ما يشير إلى تحول واضح في توقعات السوق العالمية بعد أن كانت تتجه نحو خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري لصالح مصادر الطاقة النظيفة، مما قد يعقد جهود تحقيق الأهداف المناخية المرجوة.

تغير توقعات طلب النفط والغاز وتأثيرها على الطاقة النظيفة

أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن تعديل توقعاتها المتعلقة بمستقبل الطلب على النفط والغاز، حيث أظهرت البيانات أن الضغوط السياسية، لا سيما من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أدت إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز بدلاً من التركيز على الانتقال السريع للطاقة النظيفة، كما كانت تتوقع إدارة الرئيس جو بايدن، التي كانت تسعى لبلوغ ذروة الطلب على النفط في هذا العقد. ويرى وزير الطاقة الأمريكي أن وقف الاستثمارات في النفط والغاز في الوقت الراهن لا يتوافق مع الواقع الاقتصادي والتكنولوجي، وهو ما يعكس صعوبة تحقيق التحول الطاقي بسرعة.

ارتفاع الطلب العالمي على النفط وفق سياسات الطاقة الحالية

أشار تقرير “آفاق الطاقة العالمية 2025” الصادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن السيناريو المبني على السياسات الحالية يتوقع زيادة طلب النفط إلى 113 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، مع نمو يقارب 13% مقارنة بعام 2024، كما ينمو الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 15% بحلول 2035. ويعتمد هذا السيناريو على الإجراءات الحكومية المعمول بها حاليًا دون الاعتماد على الوعود أو الخطط المناخية غير المنفذة، مما يعكس واقعًا أقرب إلى اتجاهات السوق. تعود الوكالة بهذا التغيير إلى منهجها التحليلي المستخدم عام 2019، متخليًا عن تركيزها منذ 2020 على سيناريوهات صافي الانبعاثات الصفرية وصولًا إلى منتصف القرن.

نمو سوق الغاز الطبيعي المسال وتأثيره على الطلب العالمي للطاقة

ركز تقرير وكالة الطاقة الدولية على الزيادة الكبيرة في قرارات الاستثمار النهائية لمشروعات الغاز الطبيعي المسال في 2025، مع توقع دخول طاقة تصديرية جديدة تصل إلى 300 مليار متر مكعب سنويًا بحلول 2030، ما يشكل زيادة بنسبة 50% في الإمدادات العالمية. من المتوقع أن يرتفع حجم سوق الغاز الطبيعي المسال من 560 مليار متر مكعب في 2024 إلى 880 مليار متر مكعب عام 2035، ثم يتجاوز التريليون متر مكعب بحلول 2050 مدفوعًا بزيادة الطلب خاصة من قطاع توليد الطاقة ومراكز البيانات المتنامية مثل الذكاء الاصطناعي. ويشير التقرير إلى أن الاستثمارات في مراكز البيانات ستبلغ 580 مليار دولار في 2025، متجاوزة بذلك الإنفاق العالمي على إمدادات النفط البالغ 540 مليار دولار، الأمر الذي يعكس تغييرًا هيكليًا في الطلب على الطاقة بين القطاعات المختلفة.

الفترة حجم سوق الغاز الطبيعي المسال (مليار متر مكعب) الاستثمارات في مراكز البيانات (مليار دولار) الإنفاق على إمدادات النفط (مليار دولار)
2024 560 540
2025 580
2035 880
2050 أكثر من 1000

مصاعب تحقيق أهداف المناخ وسط نمو الطلب على النفط والغاز

حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن استمرار الطلب العالمي على النفط والغاز قد يدفع العالم لتجاوز الحاجز الحراري البالغ 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، في جميع السيناريوهات المطروحة ما عدا سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية الذي يفترض اعتماد تقنيات متطورة لاحتجاز وإزالة الكربون من الجو. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 190 دولة التزمت في اتفاق باريس عام 2015 بالعمل على حصر ارتفاع درجة الحرارة عند هذا الحد، غير أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري يجعل هذا الهدف صعب التحقيق. كما أكدت الوكالة أن السيناريوهات ليست توقعات حتمية، وإنما نماذج مبنية على السياسات الحالية، مما يعني أن طريق الانتقال للطاقة النظيفة ما زال قائمًا لكنه يحتاج إرادة سياسية واستثمارات ضخمة في التقنيات الخضراء.