كونتي يفكر في مغادرة نابولي وسط تحركات الانتقالات القادمة

يُعد الحديث عن مستقبل أنطونيو كونتي مع نابولي بعد تراجع أداء الفريق في الدوري الإيطالي من أبرز المواضيع الراهنة، حيث يدرس المدرب الرحيل مع تزايد التحديات داخل النادي. كونتي، الذي قاد نابولي للتتويج بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي، يواجه الآن أزمة حقيقية بعد سلسلة نتائج مخيبة، ما يضعه أمام قرار مصيري متعلق بمسيرته مع الفريق.

لماذا يفكر أنطونيو كونتي في ترك نابولي بعد التراجع الأخير؟

يأتي تفكير كونتي في مغادرة نابولي عقب خسارة الفريق أمام بولونيا بهدفين دون رد، وهي الهزيمة الثالثة في الدوري والخامسة في جميع المسابقات هذا الموسم؛ حيث وجه كونتي انتقادات حادة للاعبيه، مؤكدًا أنهم فقدوا الروح القتالية والانسجام الضروري للاستمرار في المنافسة. وأضاف أن الفريق يعاني من نقص في الحافز والرغبة في تقديم أفضل ما لديهم، ورغم نجاحه في قيادة الفريق لتحقيق لقب الدوري الموسم الماضي، إلا أن الوضع الحالي لا يعكس الأداء المطلوب. وصرح كونتي بأن استمراره في النادي مشروط بتحسن أداء الفريق واستعادة حيويته، أما في حال فشل ذلك، فسيبحث عن فرصة تدريبية جديدة بعيدًا عن نابولي. ويُعد دور فترة التوقف الدولي المقبلة حاسمة في تحديد موقف المدرب، حيث سيُعقد اجتماع مع إدارة النادي حول مستقبله.

تصريحات كونتي الحاسمة بعد سلسلة الهزائم وتأثيرها على مستقبل نابولي

في أعقاب الهزيمة الأخيرة لبولونيا، أبدى كونتي قلقه تجاه أداء الفريق، معتبراً أن غياب الكيمياء بين اللاعبين يلعب دورًا رئيسيًا في تراجع النتائج؛ حيث أشار إلى شعوره بعدم القدرة على تغيير المستوى منذ عدة أشهر، مما قد يشير إلى عدم انسجامه مع طريقة العمل الحالية أو عدم استماع اللاعبين لتعليماته. أكد المدرب أن سلسلة الخسائر تعني وجود خلل واضح يتحمل هو مسؤولية معالجته، مشددًا على أهمية استعادة الروح والقوة لدى اللاعبين. كما وصف كونتي توقعات النادي المرتفعة بأنها تزيد الضغط على الفريق، مشيرًا إلى ضرورة قيام اللاعبين بامتلاك الجرأة والالتزام الكامل داخل الملعب، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وأوضح أن فريق نابولي يفتقر إلى الطاقة والحماس التي ظهرت به في الموسم الماضي، مذكراً بأن لاعبي بولونيا كانوا أكثر نشاطًا في جميع الجوانب، مؤكداً الحاجة إلى التفكير العميق في الأسباب وراء هذه الهزائم.

بداية مسيرة كونتي مع نابولي والتحديات التي واجهها قبل التتويج بالدوري

تولى أنطونيو كونتي تدريب نابولي في 5 يونيو 2024 بعقد لمدة ثلاث سنوات، في وقت كان فيه الفريق يعاني من أزمة واضحة بعد احتلاله المركز العاشر في الموسم السابق وغيابه عن المنافسات الأوروبية، وهو وضع لم يرض طموحات النادي التي سبق وأن حصد بها لقب الدوري. عند وصوله، أعلن كونتي عن حاجته لإعادة بناء الفريق بشكل كامل، وبدأت الإدارة صفقات جديدة بارزة مثل التعاقد مع سكوت ماكتوميناي وروميلو لوكاكو لتقوية التشكيلة. رغم البداية الصعبة التي تكللت بخسارة مذلة في أولى مباريات الموسم، إلا أن الفريق بدأ يتعافى بشكل تدريجي ويحقق انتصارات متتالية، غير أن التوترات مع الإدارة حول سياسات الانتقالات والتمويل كانت مستمرة. وعلى الرغم من هذه العقبات، استطاع كونتي في 23 مايو 2025 أن يقود نابولي نحو استعادة لقب الدوري بعد فوزه على كالياري بفارق نقطة عن إنتر ميلان، مما أثبت كفاءة المدرب في تحويل مسار الفريق بشكل مفاجئ وقوي. وأكد رئيس النادي أوريليو دي لورينتيس بعد التتويج أن كونتي سيبقى مدربًا للنادي وأن العلاقة بين الطرفين أصبحت أقوى من ذي قبل.

برزت الأنظار إلى كونتي بعد تحقيقه إنجازًا سريعًا بتقليص الفجوة بين نابولي وأندية القمة، لكنه يواجه الآن تحديات مستقبلية كبيرة، تشمل الحفاظ على التفوق الذي تحقق والمنافسة على الصعيد الأوروبي وتطوير البنية التحتية، وهي عوامل أساسية لضمان استمرارية النجاح. يبقى قرار بقاء كونتي مرهونًا بنسبة كبيرة بتحسن أداء الفريق واستعادة حيويته القتالية، وإلا ستبدأ حقبة جديدة دون تواجده مع نابولي.