الاكتئاب الظرفي: الأعراض والأسباب وطرق العلاج الفعالة

الاكتئاب الظرفي هو حالة نفسية تتسم بالشعور بالقلق والحزن الشديد عقب التعرض لأحداث ضاغطة أو صادمة، ويُصنف كنوع من اضطرابات التكيف المصحوب بمزاج مكتئب، وليس كتشخيص رسمي مستقل للاكتئاب. تظهر أعراض هذا النوع من الاكتئاب خلال فترة قصيرة بعد الحدث وتؤثر على الحالة النفسية والسلوكية.

فهم الاكتئاب الظرفي وأعراضه النفسية والسلوكية

الاكتئاب الظرفي ينتمي إلى فئة اضطرابات التكيف التي تصعب التكيف مع تغيرات الحياة المفاجئة أو الصدمات النفسية، وعادةً ما يظهر خلال ثلاثة أشهر من التعرض للحدث الصادم ولا يستمر أكثر من ستة أشهر. تشمل الأعراض المرتبطة به القلق الذي يظهر على هيئة توتر وعصبية أو حتى ارتعاش، إلى جانب السلوكيات الاندفاعية، إضافة إلى أعراض جسدية مثل انقطاع ضربات القلب، مصحوبًا بمشاعر التعاسة المستمرة والبكاء. وتكون هذه الأعراض أكثر حدة من استجابة الشخص العادية للضغط النفسي، وقد تدفع أحيانًا إلى التفكير في الانتحار، على أن لا تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أخرى.

الأسباب والعوامل المؤثرة في حدوث الاكتئاب الظرفي

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي لحدوث الاكتئاب الظرفي، فليس كل من يواجه موقفًا صعبًا يُصاب به. لكن الأحداث التي يكون لها تأثير قوي على النفس غالبًا ما ترفع من احتمالية الإصابة، مثل فقدان أحد الأحبة، أو الانفصال عن الشريك، أو فقدان الوظيفة. كذلك، الضغوط المالية، أو التنقل إلى مكان جديد، أو وقوع كوارث غير متوقعة تُعد من المحفزات الرئيسية لتطور الحالة النفسية المتعلقة بالاكتئاب الظرفي. أما عوامل الخطر فتشمل التعرض السابق للصدمات، وخاصةً الجسدية، بالإضافة إلى كون الشخص من الإناث حسب الجنس البيولوجي، وتاريخ الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى فقدان الوظيفة، والشعور بالوحدة، وتدني الثقة بالنفس.

المقارنة بين الاكتئاب الظرفي والاكتئاب السريري وسبل العلاج المتاحة

يختلف الاكتئاب الظرفي عن الاكتئاب السريري في عدة جوانب، فعلى الرغم من تشابه بعض الأعراض مثل الحزن واليأس والانعزال، فإن الاكتئاب السريري يتميز باستمرارية الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين، ويرافقه تأثير ملحوظ على الحياة اليومية. بينما تظهر أعراض الاكتئاب الظرفي خلال فترة ثلاثة أشهر فقط من التعرض للحدث، وتزول عادة خلال ستة أشهر. فيما يخص العلاج، يركز علاج الاكتئاب الظرفي على تخفيف الأعراض واستعادة الأداء العادي للشخص، ويشمل ذلك:

• الرعاية الذاتية التي تتضمن تحسين نمط الحياة والعادات الصحية
• العلاج النفسي الذي يساعد الشخص على التعامل مع الضغوط وتعديل التفكير السلبي
• العلاج الدوائي، حيث قد تُستخدم مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) خاصةً للحالات التي تترافق مع القلق أو الاكتئاب المرتبط

يحتاج العلاج إلى متابعة مستمرة، مع الأخذ في الاعتبار أن فعالية الأدوية والعلاجات النفسية لا تزال موضوع بحث لتحديد مدى تأثيرها الدقيق على اضطرابات التكيف بمزاج مكتئب.