الذكاء الاصطناعي وتأثيره على تعفّن الدماغ: أحدث الأبحاث والتحديثات 11/11/2025

ازدادت المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على القدرات العقلية لدى الأفراد، حيث أصبح يعتقد كثيرون أن التكنولوجيا الحديثة قد تُسهم في «تعفّن الدماغ» إذا لم يُستخدم بشكل واعٍ ومتوازن، خاصة مع تزايد الوقت الذي يمضيه الأطفال والمراهقون أمام الشاشات بعد جائحة كوفيد-19. هذه الظاهرة أثارت انتقادات عن دور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مهارات القراءة والفهم لديهم، مما يستدعي دراسة معمقة لمخاطر هذه التكنولوجيا.

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التعلم والوعي العقلي للأطفال

أشارت تجارب حديثة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إطار التواصل الإجتماعي وعدم ضبط وقت الشاشات قد أدى إلى تراجع مستويات القراءة والفهم لدى الأطفال؛ إذ أصبحت المعلومات تصل بسرعة فائقة دون تحفيز التفكير النقدي، مما فتح باباً واسعاً لمفهوم «تعفّن الدماغ» الذي يشير إلى تدهور القدرات الذهنية. علاوة على ذلك، فأن اعتماد الأطفال على الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات أو البحث عن المعلومات يقلل من قدرتهم على التفكير الإبداعي والتعلم الذاتي، وهي مهارات أساسية لنمو معنوي متوازن.

كيف تسهم وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي في تعميق مشكلة تعفّن الدماغ؟

يرتبط الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي بزيادة الوقت الذي يمضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتسم هذه المنصات بتصميمها الذي يحفز البقاء مدة أطول عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تظهر محتوى متكرر ومخصص. هذا التدفق المستمر للمعلومات السريعة يؤدي إلى حالة من التشبع الإدراكي، وتقل قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بعمق، مما يسرّع من عملية تعفّن الدماغ، خصوصًا لدى الأفراد الذين لا يمارسون أنشطة ذهنية تعزز التركيز والتفكير النقدي.

خطوات لتقليل تأثيرات الذكاء الاصطناعي على صحة الدماغ والوقاية من التعفن الذهني

لتجنب تأثيرات الذكاء الاصطناعي في تعفّن الدماغ، يمكن اتباع مجموعة من الإجراءات المنظمة التي توازن بين استخدام التكنولوجيا وتنمية القدرات الذهنية، منها:

  • تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة الذكية وتفعيل فترات راحة منتظمة.
  • تشجيع القراءة المتعمقة والأنشطة التي تتطلب التفكير النقدي والإبداع.
  • تعليم الأطفال مهارات البحث والتحقق من المعلومات بدلاً من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي.
  • ممارسة التمارين العقلية والنشاطات الفيزيائية التي تحسن من وظائف الدماغ.
  • توفير بيئة تعليمية تدعم التفاعل المباشر والنقاش بدلاً من الاكتفاء بالمصادر الرقمية.

إن الذكاء الاصطناعي يشكل أداة قوية يمكن أن تساهم في التطور المعرفي بشرط استخدامها بحكمة وتحكم، وفي المقابل هناك مخاطر واضحة إذا لم يكن هناك وعي كافٍ بشأن تأثيره على الأداء الذهني، مما يجعل فهم العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وتعفّن الدماغ أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة أدمغتنا وقدراتنا المعرفية في المستقبل.