رائد أعمال مصري يرفض 25 مليون دولار ويكشف السبب الصادم

محمد أبو النجا، رائد الأعمال المصري المعروف، أثار ضجة كبيرة بعد رفضه صفقة مالية ضخمة بقيمة 25 مليون دولار لأنه اعتبرها غير حلال؛ عبارة “ينعل أبو الفلوس لو حرام” انتشرت كحديث الساعة، مؤكدة تمسكه بمبادئه الأخلاقية في عالم المال والاستثمار. هذه القصة تبرز جانباً مهماً من فلسفة رواد الأعمال الذين يضعون المال الحلال فوق كل اعتبار.

رحلة محمد أبو النجا وتجارب بناء ريادة الأعمال بالمبادئ

بدأ أبو النجا حياته العملية من الصفر، حيث تنقل بين أكثر من خمسين وظيفة في مجالات متنوعة كالبيع، والمطاعم، والتكنولوجيا قبل أن يؤسس شركاته الخاصة؛ يرى أن التجارب العملية والتعلم من الأخطاء هي مدرسة النجاح الحقيقية، وأشار إلى أن الموهبة ليست كافية بمفردها بل على الإنسان أن يجد البيئة الملائمة لتطويرها، شبيهاً ذلك بضرورة التوافق بين الأجزاء الميكانيكية للمحرك كي يعمل بسلاسة واستمرارية.

فلسفة الاستثمار مع الالتزام بقواعد المال الحلال

يؤمن أبو النجا بأن توقيت الاستثمار هو مفتاح التفوق التجاري، حيث أن الدخول والخروج في الوقت المناسب قد يصنع الفرق؛ رغم المخاطر، يستثمر حوالي 99% من أمواله في تكنولوجيا المعلومات التي يعتبرها شغفه الأول، معتبراً الذهب ملاذاً آمناً بسبب قيمته المحدودة عبر الزمن. ومن هذا المنطلق، رفض استثمارات مهما كانت ضخمة إذا لم تلتزم بالمبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها، معتبراً أن المال الحرام لا يمثل رزقاً.

مفاهيم مالية غير تقليدية وأهمية الفريق في ريادة الأعمال

يرى محمد أبو النجا أن رائد الأعمال الناجح يجب أن يكون “زيرو كاش”؛ أي أن لا يحتفظ بالأموال السائلة بل يعيد ضخها في مشاريع وعوائد منتجة، كما يرى أن الشركة ليست مشروعاً شخصياً بالمعنى العاطفي بل كيان اقتصادي يجب أن يحقق أرباحاً مستمرة أو يُغلق المشروع. ويؤكد على ضرورة وضع خطط مالية واضحة تشمل استراتيجية خروج متزنة منذ البداية. وفي إطار آخر، شدد على أهمية اختيار فريق عمل مميز حتى لو أدى ذلك إلى التنازل عن المناصب، معتبرًا أن نجاح الشركة يتحقق مع وجود كفاءات تفوقه في المهارات والاحترافية.

بجانب الالتزام المالي، أشار أبو النجا إلى تجربته مع الخيانة المالية التي تعرض لها من أكثر من 15 شخصاً، من ضمنهم صديق مقرب استولى على مبلغ مليون وثلاثمئة ألف دولار، لكنه اختار السّماح؛ يؤمن بأن المال الحلال يعزز الاستمرارية وليس فقط الربح اللحظي.

نظرة طموحة للتكنولوجيا والذكاء الصناعي مع الحفاظ على التوازن الشخصي

أكد محمد أبو النجا أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في مرحلة متقدمة لكنها لم تصل بعد إلى كامل تأثيراتها الحقيقية؛ نصح الشباب بتوزيع الاستثمارات بين الذهب، والتكنولوجيا، والإنفاق على الأسرة للحفاظ على توازن صحي بين الطموحات المالية والحياة الشخصية. ما يميز هذه القصة هو الجمع بين الطموح والضمير المهني، حيث يثبت أن النجاح الحقيقي يتحقق عندما يرتبط القرار المالي بمبادئ وقيم واضحة، ودون الانزلاق خلف أموال غير حلال حتى لو كانت ضخمة.