«تغيير مفاجئ» خليفة حفتر هل يعبد الطريق أمام نجله صدام لخلافته بأمر جديد؟

تعيين المشير خليفة حفتر نجله صدام نائباً له أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل القيادة في الجيش الوطني الليبي، مع توقعات متزايدة بأن صدام قد يسير على خطى والده في قيادة القوات المسلحة، خصوصاً مع سعي حفتر لتثبيت مكانة نجله ضمن السلم العسكري والسياسي، مما يمهد الطريق لخلافته في وقت لاحق.

صدام حفتر وازدواجية الأدوار ضمن المؤسسة العسكرية الليبية

تدرج صدام حفتر عسكرياً بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، حيث بدأ حياته العسكرية بقيادة لواء طارق بن زياد عام 2016، ثم نال رتب متعددة شملت رائد، مقدم، عقيد، وعميد، حتى وصل إلى رتبة فريق بعد تعيينه نائباً لقائد الجيش الوطني، وهو المنصب الذي يعكس نفوذه العسكري والسياسي. إلى جانب ذلك، أدى أبناء حفتر أدواراً محورية أخرى، فخالد مسؤول عن الأركان الأمنية في شرق ليبيا، وبلقاسم يدير صندوق إعادة الإعمار والتنمية لإعادة تأهيل مدينة درنة المتضررة. يوضح الباحث السياسي الليبي عبدالله الكبير أن هذه التعيينات تهيئ صدام ليكون وارثاً للقيادة، خاصة مع بلوغ حفتر سن متقدمة، وتزايد الضغوط لتجنب نزاعات بين أفراد العائلة مستقبلاً. مع ذلك، تواجه المؤسسة العسكرية انقسامات شبه رسمية بين قوات شرق ليبيا، التي يقودها حفتر، وقوات غرب البلاد التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وهو ما أجهض جهود دمج الجيش الليبي حتى الآن.

تعيين صدام حفتر نائباً: خطوة جريئة لتعزيز الجيش وتطويره

تلقى تعيين صدام حفتر ترحيباً من بعض القوى السياسية التي اعتبرته خطوة جريئة نحو تعزيز الجيش الوطني وتطويره، كما أشار الناشط السياسي عبدالرحيم البركي، مشيراً إلى أن القرار يعكس تقديراً للمسؤولية في بناء جهاز عسكري موحد قادر على مواجهة التحديات الأمنية. يأتي هذا التعيين متزامناً مع إطلاق حفتر لرؤية استراتيجية لعام 2030 تهدف إلى تقوية البنية العسكرية وتمكين القوات من مواجهة التهديدات، لاسيما بعدما تم اكتشاف خلايا تنظيم داعش في جنوب ليبيا. يشير التأييد إلى رغبة في استمرارية استقرار المؤسسات العسكرية من خلال قيادة جديدة شابة تجمع بين الكفاءة والولاء.

صلاحيات صدام حفتر وتأثير تعيينه على المشهد السياسي والأمني الليبي

رغم أن إعلان الجيش الوطني لم يوضح صلاحيات صدام بعد تعيينه، يرى المتابعون أن منصبه سيمكّنه من ممارسة صلاحيات واسعة على مستوى القيادة العسكرية والتنسيق السياسي، خصوصاً في إدارة العلاقات الخارجية وتمويل القوات. وبحسب الباحث رشيد خشانة، فإن حفتر يبدو معتمداً على صدام في تولي المهام التي كان يقوم بها بنفسه، لا سيما مع تدهور صحته وتقدمه بالعمر. في المقابل، أثار هذا التطور حفيظة جهات أخرى أبرزها المجلس الرئاسي الليبي، الذي يعتبره البعض غير نافذ أو ذا صلاحيات شكلية، ولا يملك القدرة على مواجهة تمركز سلطة حفتر وأسرته في المشهد العسكري. وفي ظل الانسداد السياسي الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات وعدم التوصل إلى حل شامل للمؤسسة العسكرية، فمن المرجح أن يحمل تعيين صدام تبعات سياسية معقدة في المرحلة المقبلة.

الرتبة تاريخ التعيين المسؤوليات
رائد إلى مقدم 2016-2018 قيادة لواء طارق بن زياد
عقيد إلى عميد 2023 قيادة القوات البرية
فريق أول 2024 نائب قائد الجيش الوطني

تتزامن هذه الخطوة مع ضغوط متزايدة على حفتر من الداخل والخارج، ومحاولات متعددة لإنهاء الأزمة السياسية الطويلة التي تعيشها ليبيا، وسط نقاش مستمر حول مستقبل القيادة العسكرية وسط حالة من الانقسام العميق. يبقى صدام حفتر الشخصية المحورية في الحسابات السياسية والعسكرية القادمة، خصوصاً مع استعداد البعثة الأممية لمبادرات جديدة من شأنها دفع البلاد نحو انتخابات وتغيير وسط حالة الترقب والتحركات بين الأطراف المحلية.