«زيادة مقلقة» عجز الموازنة الأمريكية 291 مليار دولار في يوليو 2025 ماذا يعني للاقتصاد؟

شهد العجز في الموازنة الأمريكية اتساعًا ملحوظًا ليبلغ 291 مليار دولار في يوليو 2025، رغم ارتفاع الإيرادات من الرسوم الجمركية بمقدار 21 مليار دولار نتيجة تطبيق زيادة في الرسوم خلال فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث تجاوز الإنفاق الحكومي الإيرادات بشكل واضح، كما أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية.

تحليل تفصيلي لعجز الموازنة الأمريكية في يوليو 2025 وتأثير الرسوم الجمركية

ارتفع عجز الموازنة الأمريكية في يوليو 2025 بقيمة 47 مليار دولار مقارنة بنفس الشهر في العام السابق، مع زيادة الإيرادات بنسبة 2% لتصل إلى 338 مليار دولار، بينما شهدت النفقات ارتفاعًا بنسبة 10% لتسجل مستوى قياسيًا عند 630 مليار دولار خلال هذا الشهر؛ وتشير وزارة الخزانة إلى أن انخفاض عدد أيام العمل في يوليو أثر سلبًا على الإيرادات، ما خفّضها بحوالي 20 مليار دولار، وعند تعديل هذا العامل يتراجع العجز إلى نحو 271 مليار دولار.

كما ارتفع إجمالي الإيرادات الجمركية إلى نحو 28 مليار دولار، مقارنةً بـ8 مليارات دولار في يوليو العام السابق، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى زيادة الرسوم الجمركية، التي تم فرضها لتعزيز الموارد المالية.

مؤشرات العجز خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة المالية وارتفاع الإنفاق الحكومي

على صعيد الأشهر العشرة الأولى من السنة المالية، بلغ عجز الموازنة الأمريكية 1.629 تريليون دولار، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 7% عن الفترة نفسها من العام الماضي، مع ارتفاع الإيرادات بنسبة 6% لتصل إلى رقم قياسي عند 4.347 تريليون دولار؛ في المقابل، زادت النفقات بنسبة 7% لتبلغ 5.975 تريليون دولار، ليظل الإنفاق فوق مستوى الإيرادات بشكل واضح، مؤكدًا اتساع الفجوة في الميزانية على الرغم من تحسن العوائد المالية.

عوامل رئيسية تؤثر على اتساع عجز الموازنة الأمريكية في 2025

يرجع اتساع عجز الموازنة الأمريكية في جزء كبير منه إلى عناصر متعددة تتحكم في موازنة الدولة بشكل دوري:

• زيادة الإنفاق الحكومي نتيجة برامج دعم مختلفة ونفقات التشغيل الاستثنائية
• التأثير السلبي لانخفاض أيام العمل على تحصيل الإيرادات، ما يخفض الموارد المتاحة مؤقتًا
• تعزيز الرسوم الجمركية التي ساهمت في زيادة الإيرادات الجمركية لكنها لم تعوض الزيادة الكبيرة في النفقات
• تزايد الالتزامات المالية في قطاعات متعددة بما فيها الدفاع والصحة والتعليم، التي تزيد من حجم الإنفاق العام

هذه العوامل مجتمعة تضع الموازنة الأمريكية في حالة من التحدي المستمر لتقليل الفجوة بين الإيرادات والنفقات.

يتضح من الأرقام أن اتساع العجز في الموازنة الأمريكية مرتبط بشكل وثيق بزيادة النفقات بوتيرة أسرع من الإيرادات؛ وهو ما يعكس صعوبة التوازن المالي في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في 2025. يؤدي استمرار هذا الاتجاه إلى تحديات في إدارة الدين العام وضرورة البحث عن حلول فعالة لخفض العجز المستقبلي بدون الإضرار بالنمو الاقتصادي.