«ارتفاع مفاجئ» الذهب يرتفع وسط رهانات خفض الفائدة وترقب قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا طفيفًا خلال جلسة التداول يوم الأربعاء، متأثرة بانخفاض الدولار الأمريكي إثر صدور بيانات تضخم أمريكي معتدلة، مما أعاد تأجيج التوقعات المتعلقة بتخفيض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل بشكل أكبر. سجل الذهب الفوري 3349.83 دولارًا للغرام، بزيادة طفيفة بلغت 0.1%، بينما استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 3398.90 دولارًا.

تأثير بيانات التضخم على أسعار الذهب وتوقعات خفض الفائدة

أظهرت بيانات مكتب إحصائيات الوظائف الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلك شهد ارتفاعًا بنسبة 0.2% في يوليو بعد زيادة 0.3% في يونيو، بينما بلغ الارتفاع السنوي 2.7%، مما يعكس تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة التضخم؛ هذا التراجع يعزز فرص خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل خلال سبتمبر مع توقعات بنسبة 90% لتطبيق التخفيض، إضافة إلى احتمال تنفيذ تخفيضات إضافية قبل نهاية العام. يراقب المستثمرون هذه المؤشرات عن كثب لأنها تلعب دورًا رئيسيًّا في تحريك أسعار الذهب؛ إذ يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا يرتفع الطلب عليه عند تقلبات السياسات المالية.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على تحركات أسعار الذهب

تترقب الأسواق المحادثات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي تهدف إلى التوصل لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما ساهم في تهدئة الأجواء وسط توقعات بألا يكون هناك اتفاق سريع؛ استمرار الصراع قد يؤثر بشكل ملموس على الأسواق العالمية وينعكس على تحركات أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، تم تمديد وقف فرض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا، مما يخفف من حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو عامل داعم لاستقرار الذهب.

تحليل أداء المعادن الثمينة الأخرى وسط تقلبات السوق

إلى جانب الذهب، شهدت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.8% لتصل إلى 38.17 دولارًا للغرام، في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.1% ليُسجل 1335.82 دولارًا، واستقر سعر البلاديوم عند 1129.37 دولارًا. هذا التباين في أداء المعادن يعكس تحركات المستثمرين بين المعادن النفيسة المختلفة بناءً على عوامل العرض والطلب الاقتصادية والسياسية، إضافة إلى تأثيرات أسعار صرف الدولار التي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد الأسعار العالمية لهذه المعادن.

يبقى المتداولون والمستثمرون في أسعار الذهب يترقبون صدور مزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي تشمل أسعار المنتجين، وطلبات البطالة الأسبوعية، بالإضافة إلى مبيعات التجزئة؛ هذه المؤشرات ستكون مؤثرة في رسم اتجاهات الأسواق المالية وأسعار الذهب في الفترة المقبلة، إذ أنها تعكس حالة الاقتصاد الأمريكي وتحدد سياسات الاحتياطي الفيدرالي بوضوح.