«توقعات واعدة» النفط يتراجع وأوبك تتنبأ بنمو الطلب العالمي في 2026

تراجعت أسعار النفط مع اقتراب نهاية موسم القيادة الصيفي، حيث تشير توقعات السوق إلى انخفاض الطلب تدريجيًا مع دخول سبتمبر؛ ما أثر بشكل مباشر على حركة العقود النفطية العالمية، وتحديدًا على خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط.

تحليل أسعار النفط اليوم وأسباب التراجع المستمر

شهدت أسعار النفط يوم الثلاثاء هبوطًا ملحوظًا، إذ انخفضت عقود خام برنت القياسية بمقدار 46 سنتًا، بنسبة 0.69% لتستقر عند 66.17 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 77 سنتًا، أي 1.2% ليصل إلى 63.19 دولارًا للبرميل، ويُعزى هذا الانخفاض إلى تأثيرات موسمية مرتبطة بنهاية الصيف وبرودة الطقس التي تحدّ من الطلب على الوقود، إلى جانب الأداء الضعيف في أسواق الأسهم، مما انعكس سلبًا على ثقة المستثمرين.
يرى جون كيلدوف، الشريك في شركة “أجين كابيتال”، أن التراجع يعود إلى غياب العوامل المحفزة في الأسواق المالية، وخاصة بعد صدور تقرير التضخم الإيجابي الذي عزز توقعات خفض أسعار الفائدة، ما دفع الأسواق النفطية إلى التوتر وتأثر الأسعار.

توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2026 وتأثيراتها

تُظهر توقعات منظمة أوبك نموًا متزايدًا في الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2026؛ إذ رفعت المنظمة توقعاتها بمقدار 100 ألف برميل يوميًا ليصل إجمالي النمو إلى 1.38 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعكس الثقة في استمرار الطلب رغم التحديات الاقتصادية الحالية.
في الوقت ذاته، أبقت المنظمة على تقديراتها لعام 2025 دون تغيير، لكنها خفضت توقعات نمو الإمدادات من الولايات المتحدة ودول خارج تحالف أوبك+، مما يشير إلى سوق يتميز بالضبط والتمحور حول تخفيض الفجوات في العرض.
هذا التوازن يبرز وضوحًا في البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي تتوقع وصول إنتاج النفط الخام الأمريكي ذروته عند 13.41 مليون برميل يوميًا في 2025، مدفوعًا بتحسينات في إنتاجية الآبار، على أن ينخفض الإنتاج إلى 13.28 مليون برميل يوميًا في 2026، لأول مرة منذ 2021 بسبب انخفاض أسعار النفط، مما يؤثر على توقعات سوق النفط على المدى المتوسط.

عوامل سياسية واقتصادية تؤثر على سوق النفط العالمي وتوقعات الأسعار

خلّفت القرارات السياسية والاقتصادية الأخيرة أثرًا ملموسًا على توجهات سوق النفط، خاصة بعد قرار تمديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدنة الرسوم الجمركية مع الصين حتى 10 نوفمبر، مما أعطى دفعة إيجابية للأسواق وأقام آمالًا في اتفاق تجاري يقلّل من المخاطر على النمو الاقتصادي العالمي ويزيد الطلب على الطاقة.
في السياق ذاته، يحظى الاجتماع المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأهمية كبيرة، إذ يُتوقع أن يعزز من فرص إنهاء الصراع في أوكرانيا، وهو ما قد يخفف من الضغوط على الأسواق النفطية خاصة مع التهديدات بفرض عقوبات على مشتري النفط الروسي في حال فشل التوصل إلى اتفاق، مؤكداً حالة الترقّب التي تسيطر على السوق.
من جهة أخرى، خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت في 2025 إلى 51 دولارًا للبرميل، بعد قرار أوبك وحلفائها بتسريع وتيرة زيادة الإنتاج، مما يعكس توازنًا معقدًا بين عوامل العرض والطلب المتغيرة.