لماذا وقع اختيار كوريا الشمالية على السعودية لاستضافة مباراتها «المونديالية»؟

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إقامة مباراة الإمارات وكوريا الشمالية ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، في العاصمة السعودية الرياض، وتحديداً على ملعب الأمير فيصل بن فهد يوم 25 من الشهر الجاري.

ويمثل اختيار كوريا الشمالية للسعودية من أجل إقامة مباراة في غاية الأهمية على غرار تصفيات آسيا المونديالية، إشارةً إلى حجم الثقة والمسؤولية والمكانة التي تتبوأها المملكة على الصعيدين السياسي والرياضي حتى مع الدول «خارج دائرة العلاقات الدبلوماسية وبروتوكولات السفارات بين البلدين».

ويُذكر أن الاتحادين السعودي والكوري الشمالي تجمعهما علاقة وطيدة جعلت من الأول محط ثقة الآخر إلى درجة اختيار ملاعبه للعب بعض المباريات الرسمية الحاسمة.

ويشير اختيار بلد آسيوي مثل كوريا الشمالية للمملكة التي تبعد نحو 10 ساعات «رحلة جوية مباشرة» رغم جاهزية البلدان المجاورة لاستضافة مبارياته، إلى حجم الثقة المتبادلة بين الطرفين.

ومن اللافت أن كوريا الشمالية تعد إحدى الدول التي صوتت بالموافقة على استضافة المملكة لكأس آسيا 2027.

وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» عن أن اتحاد كوريا الشمالية كان من أوائل الاتحادات التي دعمت «ملف السعودية 2034» وبعث بخطاب رسمي يؤكد تأييده للملف المونديالي الأخضر.

وباتت المملكة تملك شبكة علاقات قوية مع الاتحادات الرياضية في جميع أنحاء العالم، لتجني ثمرة من ثمار انفتاحها المتزايد والمبنيّ على أساس العلاقات الهادفة لبناء الإنسان والشعوب بغضِّ النظر عن أي اعتبارات سياسية.

كانت مدينة جدة قد استضافت في الرابع والعشرين من شهر فبراير (شباط) 2024، مباراة منتخب كوريا الشمالية للسيدات مع نظيره الياباني في ذهاب الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024».

وجاء اختيار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المملكة، لاحتضان هذه المباراة امتداداً للتعاون الوثيق بين الاتحادين السعودي والآسيوي بما يخدم كرة القدم في القارة والعلاقات الوطيدة مع الاتحاد الكوري الشمالي.

وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد قدم كل الدعم لاستضافة المباراة، ورحب حينها باختيار الاتحاد الآسيوي للمملكة من أجل إقامة هذه المباراة، الأمر الذي يعكس ثقة الاتحاد القاري في قدرات وإمكانات السعودية، على مستوى تنظيم مختلف الفعاليات الرياضية.