«فرصة ذهبية» طفرة عقارية دبي هل تشكل فقاعة تهدد السوق المالية؟

تشهد مبيعات منازل دبي ارتفاعًا غير مسبوق خلال الربع الثاني من 2025، مدفوعة بتدفق المستثمرين الأجانب وتراجع قيمة الدولار، حيث وصل النشاط العقاري إلى أعلى مستوياته في تاريخ الإمارة مما يعكس انتعاشًا قويًا ومستدامًا رغم بعض المخاوف حول استقرار السوق مستقبلاً.

زيادة قياسية في مبيعات منازل دبي وأثرها على الأسعار

بلغت مبيعات منازل دبي في الربع الثاني من عام 2025 مستويات قياسية، مع تسجيل 51 ألف صفقة بيع، ما رفع قيمة التعاملات إلى حوالي 73 مليار دولار، بزيادة وصلت إلى 41% عن نفس الفترة في 2024، في ارتفاع ملحوظ تجاوز نسبة 70% منذ نهاية 2019. هذه النتيجة جاءت مدعومة جزئيًا بتراجع الدولار الأميركي، حيث يرتبط الدرهم الإماراتي مباشرةً به، مما منح المشترين الأجانب، وبالأخص الأوروبيين، قوة شرائية إضافية وأسهم في زيادة إقبالهم على السوق العقارية.

تحديات زيادة المعروض وتأثيرها على سوق مبيعات منازل دبي

رغم النتائج المشجعة، تحذر التقارير من المخاطر المرتبطة بزيادة المعروض السكني، خصوصًا مع وجود أكثر من ربع مليون وحدة سكنية قيد التطوير ومن المتوقع دخولها السوق خلال السنوات القادمة، ما يشكل نموًا بنحو 30% في العرض الإجمالي. ارتفاع أسعار الأراضي أدى إلى ضغوط على هوامش الربح للمطورين، ما يجعل استدامة النمو تحديًا كبيرًا، بالإضافة إلى تصاعد المنافسة في السوق بين عدد متزايد من الشركات، وهو ما يفرض اختبارًا حقيقيًا لقدرة السوق على الاستيعاب.

دروس الماضي وتأثيرها على مستقبل مبيعات منازل دبي في 2025

تظل دروس الماضي في سوق العقارات بدبي ذات أهمية كبرى لفهم طبيعة طفرة مبيعات منازل دبي الحالية، خاصة مع الأزمات السابقة التي شهدتها الإمارة في 2008 و2014، والتي أدت لتجميد مشاريع ضخمة وتأجيل أخرى بسبب الانهيارات المالية وانخفاض أسعار النفط. بالرغم من هذه التحديات، تستمر مشاريع كبرى مثل “قلب أوروبا” التي تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، في جذب المستثمرين وتطوير السوق، مع تزايد أعداد المشترين الفعليين على حساب المضاربين، ما يعكس سوقًا أكثر نضجًا واستقرارًا رغم التحفظات حول وجود فقاعة عقارية جديدة أم لا.