✓ فرنسا تحسم موقفها : لا مكان لمراوغات الجزائر

مرة أخرى، يثبت النظام الجزائري أنه بارع في شيء واحد فقط، الهروب من التزاماته والتنصل من مسؤولياته؛ فبعدما منحته فرنسا مهلة واضحة لاستعادة رعاياه المرحلين، جاء الرد الجزائري في شكل مسرحية هزلية، أعادت خلالها السلطات ثلاثة من مواطنيها إلى باريس على متن الطائرة نفسها التي أقلتهم إليها، في خطوة لا تعكس سوى عناد أعمى واستراتيجية متعمدة للابتزاز السياسي

هذا النهج ليس جديدا على النظام الجزائري، الذي جعل من العناد والمماطلة سياسة دبلوماسية، إذ بدلا من التعاطي الجاد مع الملفات الدولية، يفضل اللجوء إلى التصعيد، حتى لو كان ذلك على حساب علاقاته الخارجية ومصالح شعبه.

فرنسا، التي ضاقت ذرعا بهذه الممارسات، ردت بحزم على هذا العبث، حيث أكد وزير الداخلية برونو ريتايو أن بلاده لن تقف مكتوفة الايدي أمام هذا التحدي، مشددا على ضرورة التعامل مع الجزائر بصرامة أكبر

والمثير للسخرية أن الجزائر، التي لا تتوانى عن رفع شعارات السيادة والاستقلالية، لا تجد أي حرج في اختلاق الأزمات بدل البحث عن حلول، وكأنها تعتقد أن العناد يمكن أن يكون بديلا عن الدبلوماسية الفاعلة.

لكن الكارثة لا تتوقف عند هذا الحد، فبينما ترفض الجزائر استعادة رعاياها بحجة “السيادة”، تمارس أبشع الانتهاكات بحق مواطنيها داخل حدودها.

لنجد أن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال ليست سوى مثال واحد على ذلك، إذ أقدمت السلطات على احتجازه تعسفيا رغم معاناته من السرطان، محرومة إياه من الرعاية الصحية، في مشهد يكشف مدى الاستهتار بأبسط حقوق الإنسان.

لقد أصبحت الجزائر دولة تعرف بعدم الوفاء بالتزاماتها، سواء في ملفات الهجرة، أو التعاون الامني، أو حتى احترام مواطنيها.

ومع استمرار هذا النهج، فإن العزلة الدولية تبدو المصير الحتمي لنظام يدير ظهره للقوانين والأعراف، معتقدا أن سياسة العناد والصدام يمكن أن تجلب له النفوذ؛ لكن الحقيقة أن العالم لم يعد يتسامح مع الأنظمة التي تعتقد أن بإمكانها التهرب من التزاماتها إلى الأبد.