ترامب يبدي استعدادا للتراجع عن فرض رسوم إضافية على كندا بعد تجدد التوتر بين البلدين

ترامب يبدي استعدادا للتراجع عن فرض رسوم إضافية على كندا بعد تجدد التوتر بين البلدين

 
واشنطن ـ (أ ف ب) – أثارت الرسوم الجمركية الثلاثاء جولة جديدة من التوترات بين واشنطن وأوتاوا، إذ توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفتها على الواردات الكندية من الصلب والألمنيوم قبل أن يبدي استعداده للعودة عن قراره.
ففي رد أولي على إعلان مقاطعة أونتاريو فرض رسوم إضافية بنسبة 25 بالمئة على الكهرباء على ثلاث ولايات أميركية، أعلن ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشل أنه سيضاعف الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم الكنديين إلى 50% اعتبارا من الأربعاء.
لكن عصرا، وبعد محادثة هاتفية بين رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوغ فورد ووزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، قال ترامب إنه سيعود “على الأرجح” عن قرار مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات الكندية من الصلب والألمنيوم.
فبعد محادثات مع لوتنيك وصفها بأنها “مثمرة”، قال فورد إن الرجلين سيجتمعان الخميس في واشنطن مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير “لمناقشة تجديد اتفاقية التجارة الحرة في بلدان أميركا الشمالية قبل الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية المتبادلة في الثاني من نيسان/أبريل”.
– “الأمر الوحيد المعقول” –
قالت شركة “إي واي بارثينون” إن 50% من الألمنيوم و20% من الفولاذ المستورد إلى الولايات المتحدة يأتي من كندا.
على صعيد متصل، أفاد ترامب بأنه سيفرض اعتبارا من الثاني من نيسان/أبريل رسوما على السيارات سوف “تؤدي الى إغلاق قطاع صناعة السيارات في كندا بشكل نهائي”.
وكرر الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما القول إن “الأمر الوحيد المعقول” بالنسبة الى كندا هو أن تصبح “الولاية الأميركية الحادية والخمسين”، ما سيضع حدا للحرب التجارية بين الجارتين.
في المقابل، توعد رئيس الوزراء الكندي المقبل مارك كارني برد سيكون له “كبير الأثر على الولايات المتحدة وتأثير محدود على كندا”.
وقال كارني عبر منصة إكس “سنبقي على رسومنا الجمركية حتى يظهر الأميركيون لنا الاحترام ويقدموا التزامات موثوقة بشأن التجارة الحرة والعادلة”.
كما رد دوغ فورد رئيس وزراء أكبر مقاطعة في كندا من ناحية عدد السكان، على قناة سي إن بي سي الثلاثاء قائلا: “كندا ليست للبيع”.
وأكد فورد أن الحل الوحيد هو التخلي عن هذه الحرب التجارية “لأنه سيعزز قوة بلدينا. نحن أهم زبون لكم، ونشتري المنتجات الأميركية أكثر من أي دولة أخرى”.
وفي منشوره على منصة تروث سوشل، اعتبر ترامب أنه في حال أصبح الكنديون أميركيين “لن تعد ثمة رسوم جمركية ولا شي من هذا القبيل. سيدفع الكنديون ضرائب أقل بكثير، وسيكونون بأمان أكبر… من ذي قبل. لن تعود ثمة مشكلات عند الحدود الشمالية، وستكون أكبر أمة في العالم أقوى من أي وقت مضى”.
– “لا تثير قلقي” –
وانخفض الدولار بشكل حاد الثلاثاء، وخاصة مقابل العملة الأوروبية، بسبب المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأميركي.
وحوالي الساعة 18,16 بتوقيت غرينتش، انخفض الدولار واحدا بالمئة مقابل اليورو إلى 1.0944 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
كما واصل المؤشران الرئيسيان في بورصة نيويورك، داو جونز وناسداك، الثلاثاء الانخفاض بعد تكبدهما خسائر فادحة الاثنين.
لكن الرئيس الأميركي قلّل من شأن المخاوف المتّصلة بإدارته لاقتصاد البلاد والخسائر التي تكبّدتها بورصة وول ستريت، قائلا إنه لا “يرى” أن البلاد مقبلة على ركود.
وفي تصريح للصحافيين في البيت الأبيض قال ترامب إن عمليات البيع على خلفية تراجع البورصة “لا تثير قلقي”.
منذ تنصيبه في العشرين من كانون الثاني/يناير، أصدر دونالد ترامب سلسلة من المواقف في ما يتّصل بالرسوم الجمركية هزت النظام المالي والاقتصاد العالمي، لكنه عاد وتراجع عن الكثير منها.
وبرزت كندا تدريجيا باعتبارها الهدف المفضل للخطاب التجاري العدواني والأهداف التوسعية للرئيس الأميركي الطامع أيضا في ضمّ غرينلاند وقناة بنما.
لم يتوقف مطور العقارات السابق عن إعلان “حبه” للرسوم الجمركية التي من شأنها، حسب قوله، أن تسمح بإحياء الصناعة الأميركية وخفض العجز، حتى لو كان ذلك يعني التسبب في “اضطرابات” مالية عابرة.
لكن “العصر الذهبي” الحمائي الذي يعد به الملياردير أصبح غير مقنع بشكل متزايد بالنسبة للمستثمرين الذين صاروا يتكهنون بحدوث ركود في الولايات المتحدة، وهو أمر لم يكن مطروحا قبل بضعة أسابيع فقط.
وتستورد أكبر قوة اقتصادية في العالم حوالي نصف الفولاذ والألمنيوم الذي تستخدمه في صناعة السيارات والطيران والبتروكيماويات والمنتجات الاستهلاكية الأساسية مثل السلع المعلبة.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close