حماد صبح: عائد إلى مدينة غزة

حماد صبح: عائد إلى مدينة غزة

حماد صبح

أعود إليكِ بشوق الحبيب     = ودمعٍ من القلب جارٍ صبيب
طريقي إليك وعورٌ ، وعورٌ  = بتخريب عادٍ أثيم غريب
منازل كانت به ، حسنُها     = يزيل الأسى من فؤاد الكئيب
وأين البساتين في الجانبين   = دواماً نراها بلونٍ قشيب ؟!
دهتها عواصف حرب جَموح = تموج هلاكاً وهول لهيب
وماذا ، وماذا عن الراحلين ؟!  =  تواروا ضحايا ، وما من مجيب
أقبل وجهك ، يا غزتي          = مدينةَ عز تليد مَهيب
أجوب شوارعك الصامدات  = أسائل عن كل إلفٍ حبيب
أعانق بالروح فيض الحياة   = توهج رغم البلاء العصيب
يشيدون ، يسمون فوق الجراح = بصبر التقاة الأصيل العجيب
أراد العدو شرودا لهم          = فصدوا مراد العدوِ المخيب
تهاوت مقاصده الفاجرات     = لتشريدهم صوب منفىً جديب
أيشرد ابن الديار الأصيل     = ويصبح في الكون نِضْوَ غريب ؟!
ويبقى الذي جاء من كل صوب = يبث الأضاليل بث الكذيب ؟!
محالٌ ، محالٌ وحق الإله       = فما من بقاء لغازٍ جليب
وإن البقاء لأهل الديار         = بقاء وجود مديد رحيب
                         ***
أسير بشارع ابن الوليد      = بشارع سيفٍ سليلٍ ضريب
يرف بنفسى صدى ذكريات = تألقن فيه بعهدٍ قريب
زمانَ ذهابي إلى مكتبي      = زمانَ مآبي لأنسي الحبيب
بليلٍ مطير عصوف الرياح  = وليل سَنيٍ رقيق عذيب
أباد لظى الحرب ذاك الزمان  = وغالت يد الموت أنس الحبيب
                                ***
أبى الله ، يا غزُ ، إلا بقاك   = على الدهر نجما عصي الغروب
أبى الله ، يا غزُ ، إلا أفولا   = لهذا العدو اللعين الغريب
وهذي الحياة تؤوب إليك    = مآبَ اندفاعٍ عتيٍ وثيب
بنوك بناة ، بنوك حماة      = مشيئتهم ذات عزمٍ صليب
وما أوهن القاتلين الغزاة !  = همُ العنكبوت ببيتٍ خريب
وأنت بطولة كل الدهور   = وأنت  حبيبة كل الشعوب
منارتها إن أرادت سناً    = وقدوتها في الطريق الصعيب
طريق الإخاء ، طريق الرخاء =   طريق غدٍ آمنٍ مِ الحروب

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: