رسميًا ابتكار شريحة إلكترونية بحجم غير مسبوق تعمل بموجات الميكروويف بقدرات متطورة هذا الأسبوع

تُعد شريحة إلكترونية جديدة طوّرها باحثون في جامعة كورنيل الأمريكية، تُعرف باسم “المخ الميكروويفي”، نقلة نوعية في معالجة البيانات بموجات الميكروويف، حيث تتميز هذه الشريحة الصغيرة التي بحجم قطعة نقدية بطريقة عمل مختلفة تماماً عن المعالجات التقليدية

تصميم الشريحة وكيفية معالجة البيانات بموجات الميكروويف

تعتمد الشريحة الإلكترونية الجديدة على الفيزياء التناظرية لموجات الميكروويف بدلاً من النظام الرقمي التقليدي المألوف (صفر وواحد)، وهذا التوجه يتيح لها تنفيذ مليارات العمليات في الثانية بسرعات تتجاوز قدرة الحواسيب التقليدية، مع استهلاك أقل للطاقة لا يتجاوز 200 ملي واط فقط؛ مما يجعلها مثالية للعمليات التي تتطلب سرعة ودقة في الأداء

تتميز هذه الشريحة بكونها أول شبكة عصبية كاملة تعمل عبر موجات الميكروويف، ومبنية على شريحة سيليكونية متطورة؛ صُممت لتحقيق دقة عالية في المهام سواء كانت بسيطة أو معقدة، ما يمكّنها من معالجة البيانات بشكل فوري وفعال يفتح آفاقاً واسعة في مجالات متعددة

المميزات والتطبيقات المستقبلية لشريحة المخ الميكروويفي في معالجة البيانات

تمتاز هذه الشريحة بسرعتها الفائقة في معالجة البيانات في الوقت الحقيقي، حيث تتيح القدرة على تتبع الإشارات الرقمية فور وقوعها بفضل التقنية المستخدمة؛ وهذا يجعلها مثالية لأنظمة تتطلب معالجة فورية وتحليل دقيق لموجات الترددات المختلفة

تعطي المزايا التقنية المتاحة على هذه الشريحة فرصاً واسعة في مجال التطبيقات المستقبلية مثل أنظمة الأمان اللاسلكية، حيث تستطيع كشف الإشارات المشبوهة عبر الترددات المختلفة بسرعة ودقة عالية، بالإضافة إلى قدرتها على العمل ضمن الأجهزة القابلة للارتداء كالهواتف الذكية والساعات الذكية، مما يسهل دمجها في الحياة اليومية لتعزيز الأداء الوظيفي وتقليل الاعتماد على البنية التحتية للسحابة

التطبيقات الواعدة وفريق الباحثين خلف شريحة معالجة البيانات بموجات الميكروويف

شريحة معالجة البيانات بموجات الميكروويف تمثل نقلة في تقنيات الحوسبة، وتساعد على تقليل الاعتماد على الحوسبة السحابية عبر معالجتها البيانات محلياً دون الحاجة لاستعمال خوادم بعيدة، فتعمل بكفاءة مع الحفاظ على الطاقة وتقليل التأخير، وهذا مفتاح لتطور الأجهزة الذكية والمحمولة

قاد هذا الإنجاز فريق بحثي من جامعة كورنيل برئاسة بال غوفينز وأليسا أبسيف؛ حيث نشرت النتائج والتفاصيل الخاصة بهذا الابتكار في الدورية العلمية المرموقة Nature Electronics، مما يعكس الدور البارز للبحث العلمي في تطوير تقنيات تكنولوجية متقدمة

يبقى هذا الابتكار في طور التجارب، لكنه يعكس مستقبلاً واعداً في مجالات الحوسبة فائقة السرعة وأنظمة الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن الأجهزة ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، ويتزامن مع تطويرات حديثة كشريحة بصرية قادرة على تسريع نقل بيانات الذكاء الاصطناعي بمعدل يصل إلى 20 ضعفاً، مما يؤكد تسارع وتيرة التطور في تقنيات معالجة البيانات الحديثة