مقارئ الجامع الأزهر.. رحلة متواصلة لإتقان التلاوة وتعليم القراءات





الأربعاء 12/مارس/2025 – 05:48 م

شهد الجامع الأزهر في اليوم الثاني عشر من رمضان، عددًا من الفعاليات التي تناولت قضايا محورية في بناء المجتمع، مثل أهمية صلة الرحم، وإصلاح القلوب، وتعليم القرآن الكريم، إضافة إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي واحترام الآخر، وذلك في ظل حرص الأزهر الشريف على أداء رسالته في التنوير والتوعية والتعليم، من خلال منصاته العلمية ومقارئه القرآنية وملتقياته الفكرية، ليكون منارة تهدي المسلمين إلى الفهم الصحيح للإسلام، وتعزز روح المحبة والسلام بين الناس.مقارئ الجامع الأزهر.. رحلة متواصلة لإتقان التلاوة وتعليم القراءاتنظم الجامع الأزهر بعد صلاة الظهر مباشرة، بالظلة العثمانية، ملتقى رياض الصائمين، تحت عنوان  صلة الأرحام،  وحاضر فيه الشيخ علي مبروك عاشور، واعظ باللغات الأجنبية بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الكريم إبراهيم علي، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، وقد ناقش الملتقى، أهمية صلة الرحم كقيمة أساسية في الإسلام، مؤكدًا أن صلة الأرحام درعٌ يحمي المجتمع، مستعرضًا الفوائد العديدة التي تعود على الأفراد والمجتمع، مثل تعزيز التراحم والتكافل الاجتماعي، ونشر المحبة وتقوية الروابط الأسرية.كما تناول الملتقى أمثلة متعددة لصلة الرحم في حياة الصحابة والسلف الصالح، إضافة إلى مظاهر تطبيقها في الواقع المعاصر، ولم يقتصر النقاش على الجوانب الإيجابية فقط، بل تطرق أيضًا إلى مظاهر ضعف صلة الرحم، مثل التفكك الأسري، والانشغال بالحياة المادية، وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية، وفي ختام الملتقى، وجّه المحاضرون دعوة لتعميق الاهتمام بصلة الرحم، خاصة في زمن غلبت فيه القطيعة والخصام والمشكلات بين الناس، وحثّوا الحضور على إحيائها عمليًا من خلال الزيارات، والتواصل المستمر، ونشر ثقافة الود والتراحم بين أفراد المجتمع.واستكمالًا لدروس التوعية الخاصة بقضايا المرأة، عقد الجامع الأزهر ظهرًا ملتقى رمضانيات نسائية، حاضرت فيه الدكتورة منى صلاح، مدرس الحديث بجامعة الأزهر الشريف، نجاح محمود عبد الحميد، واعظة بمجمع البحوث الإسلامية، حياة حسين العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.وتناول الملتقى أهمية شهر رمضان في إصلاح القلوب، حيث يعد فرصة عظيمة للإنسان للتخلي عن الذنوب والتحلي بالأعمال الصالحة، فهو شهر النفحات والمغفرة، وأكدت المحاضِرات أن الصيام وسيلة للتقوى ونقاء القلوب، وأن العبادة الحقيقية تكمن في الصلاة، الصيام، الصبر، الصدقة، وصلة الرحم، كما تم تسليط الضوء على الأثر الروحي والطبي للصيام، ودوره في تعزيز الإخلاص، إضافةً إلى أهمية الصدقة، حيث وصفها النبي ﷺ بأنها برهان على الإيمان، ونبّه الملتقى إلى دور صلاة الليل وصلة الأرحام في نشر التكافل الاجتماعي وجلب الرحمة، كما شدد الملتقى على أهمية القرآن الكريم كوسيلة لإصلاح القلوب، فهو شفاء للشبهات والشهوات، ودعا الحضور للاستعانة بالله، والمداومة على الذكر، والابتعاد عن رفقاء السوء، لتحقيق سلامة القلب، التي لا يُقبِل العبد على الله إلا بها، كما جاء في قوله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”.ملتقى باب الريان يدعو للتعايش السلمي واحترام حقوق الآخر في ضوء قيم الإسلاموحرص ملتقى باب الريان،  المنعقد عصرًا بالجامع الأزهر، بعنوان: حديث القرآن عن العلاقة بالآخر، بمشاركة كل من: الدكتور حسن إبراهيم يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ محمد عماد أبو الهدى عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الشيخ ياسر صلاح عجوة منسق ورواق التفسير والحديث بجامع الأزهر، على إيصال رسالة سلام للعالم كله، مفادها أن التعارف والتآلف والوحدة والتكافل هي الأسس التي تبني المجتمعات البشرية وتحقق التقدم والازدهار.وأكد الملتقى أن الله سبحانه وتعالى قد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين، ولينشر رسالته في احترام الآخر والتعايش بسلام، حيث كانت شرائع الإسلام أساسًا للسلام والتعاون بين الناس.ويواصل الجامع الأزهر مسيرته المباركة في تعليم تجويد وترتيل القرآن الكريم من خلال مقارئه المتخصصة، التي تتيح الفرصة للسيدات والرجال والوافدين لتعلم القرآن الكريم مباشرة وأونلاين، وفق أعلى معايير الإتقان، وعلى يد نخبة متخصصة من علماء وحفاظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتشمل المقارئ: مقارئ صباحية  ومسائية برواية حفص عن عاصم، وهي الأكثر انتشارًا بين المسلمين، ومقرأة القراءات، والوافدين، التي تشمل القراءات العشر، لمن يسعون إلى تعلم القراءات المتواترة بإتقان، وتهدف مقارئ القرآن بالأزهر الشريف، إلى تعليم القرآن الكريم برواياته المتواترة، مع إتقان التجويد والتلاوة، وإتاحة الفرصة للرجال والنساء والوافدين لتعلم القرآن في بيئة تعليمية متخصصة، وتقديم التعليم عن بُعد لضمان وصول العلم القرآني للجميع، وتخريج طلاب على دراية عميقة بأحكام التلاوة، ونشر ثقافة إتقان القراءة وفق الروايات المختلفة،  حيث القرآن يُتلى كما أُنزل، وحيث يُصقل الصوت بنور التجويد والإتقان.

close