تحية تقدير لمعلمي ذوي الإعاقة – أخبار السعودية

في أروقة الفصول الدراسية حيث تتلاقى التحديات بالإنجازات؛ يقف معلمو ذوي الإعاقة أبطالاً حقيقيين، يرسمون ملامح المستقبل ويضيئون الدروب.. أدوارهم تتجاوز حدود المناهج الدراسية، فهم مرشدون وداعمون نفسيون، وشركاء حقيقيون في رحلة نمو طلابهم، يعملون بلا كلل لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات وإخراج أقصى إمكاناتهم وإبداعاتهم.

قيمة «معلم ذوي الإعاقة» لا تقاس بساعات العمل أو بمهامه الروتينية، بل تتجلى في صبره الذي لا ينضب، وحبه الذي يحيط بكل طالب، وقدرته الفريدة على تحويل التحديات إلى فرص.. يومه يبدأ بتحضير أدوات تعليمية مصممة خصيصاً لكل طالب، ويمتد عبر جلسات تفاعلية مفعمة بالأنشطة الحسية والحركية، مع متابعة دقيقة لكل تقدم يحرزه طلابه.. يومه الحقيقي لا ينتهي بانتهاء الدوام، فقلبه وعقله يظلان مع طلابه؛ يفكر في احتياجاتهم، ويبحث عن أفضل الطرق لدعمهم.. أهميته لا تقتصر على تعليم المهارات الأكاديمية، بل تمتد إلى بناء شخصية الطالب، وتعزيز ثقته بنفسه، وتنمية قدراته على التواصل والاعتماد على الذات، ليصبح جزءاً فاعلًا في مجتمعه.. إنه الجسر الذي يربط هؤلاء الطلبة بالعالم، يمهد لهم الطريق نحو الاستقلالية، ويفتح أمامهم أبواب الفرص.

أن تكون معلماً لذوي الإعاقة، فهذا يعني أن تحمل رسالة إنسانية سامية تتطلب صبراً بلا حدود، وطاقة عاطفية هائلة، وتدريباً مستمراً لمواكبة احتياجات الطلبة المتجددة.

مهما قيل من كلمات فلن تفي بحق هؤلاء المعلمين، فكل جهد يبذلونه هو بذرة أمل تثمر في حياة الأجيال القادمة، وبصمة مضيئة لا تُمحى في مسيرة الحياة.

أخبار ذات صلة

 

close