تقليل مشاهدة التلفزيون لساعة يومياً يقي من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ بالصين، أن خفض عدد ساعات مشاهدة التلفزيون إلى ساعة واحدة يومياً يقي من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الأخرى لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات متفاوتة من الاستعداد الجيني للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وتُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تبحث في كيفية تفاعل الخطر الجيني للإصابة بالسكري مع مشاهدة التلفزيون وعلاقته بخطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية التصلبي في المستقبل.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في «مجلة جمعية القلب الأميركية»، ينتج مرض القلب والأوعية الدموية التصلبي (ASCVD) عن تراكم اللويحات في جدران الشرايين، وهو يشير إلى حالات تشمل أمراض القلب والسكتات الدماغية ومرض الشرايين الطرفية. وقد تؤدي هذه الحالات إلى عواقب وخيمة، مثل انخفاض جودة الحياة، وإجراء جراحات تحويل مسار الشريان التاجي، وتركيب الدعامات، وبتر الأطراف، والوفاة المبكرة.

و«يُعد السكري من النوع الثاني ونمط الحياة الخامل، بما في ذلك الجلوس لفترات طويلة، من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية». وفق الدكتور يونغ وون كيم، الباحث الرئيسي للدراسة والأستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ.

مضيفاً في بيان على موقع الجامعة: «ترتبط مشاهدة التلفزيون، الذي يُمثل مقداراً أكثر من النصف فيما يتعلق بسلوكيات الخمول اليومية، باستمرار بزيادة خطر الإصابة بالسكري وتصلب الشرايين».

ترتبط مشاهدة التلفزيون بسلوكيات الخمول اليومية (جمعية القلب الأميركية)

وقام الباحثون بتحليل بيانات مستمدة من قاعدة بيانات طبية وموارد بحثية تحتوي على سجلات وراثية وطبية وأنماط الحياة لأكثر من 346 ألف بالغ بالمملكة المتحدة. وخلال ما يقرب من 14 عاماً من المتابعة، حددت الدراسة 21 ألف شخص أصيبوا بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية.

وقام الباحثون بحساب درجة الخطر الجيني المتعدد لمرض السكري من النوع الثاني لكل مشارك بناءً على 138 متغيراً وراثياً مرتبطاً بهذه الحالة.

ودرجة الخطر الجيني المتعدد هي طريقة إحصائية للتنبؤ بخطر إصابة الشخص بمرض أو حالة معينة من خلال جمع المعلومات عبر العديد من المتغيرات الجينية.

وأشارت التقييمات إلى أن المشاركين ذوي الخطر الوراثي المتوسط ​​والمرتفع للإصابة بالسكري من النوع الثاني لم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية طالما اقتصرت مشاهدة التلفزيون على ساعة واحدة أو أقل يومياً. في حين ارتبط قضاء ساعتين أو أكثر يومياً أمام التلفزيون بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية بنسبة 12 في المائة.

وكما صرحت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة مينجياو وانغ من جامعة هونغ كونغ: «وجدنا أن الأشخاص ذوي الخطر الوراثي المرتفع للإصابة بالسكري من النوع الثاني قد يُظهرون فرصاً أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية عند الحد من مشاهدة التلفزيون إلى ساعة واحدة أو أقل يومياً».

وشددت على أنه: «ينبغي أن تستهدف الاستراتيجيات والإجراءات المستقبلية للوقاية من الأمراض وتحسين الصحة مسألة تقليل الوقت الذي يقضيه الناس أمام التلفزيون وتشجيع تعديلات أنماط الحياة الصحية الأخرى».

close