خفضان مرتقبان للفائدة الأمريكية في 2025.. هل ينجح الفيدرالي في إنعاش الاقتصاد؟

الخميس 13 مارس 2025 | 02:32 مساءً

تشهد الأسواق المالية الأمريكية حالة من الترقب بشأن توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط مؤشرات على تباطؤ سوق العمل وضعف النشاط الاقتصادي.أسعار الفائدة الأمريكية في 2025
رفع بنك باركليز، توقعاته بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة لهذا العام، متوقعًا أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفضين بدلاً من خفض واحد، استجابةً للبيانات الاقتصادية التي تعكس تراجعًا في نمو الوظائف وزيادة الضغوط على سوق العمل.وتأتي هذه التوقعات في وقت تستمر فيه المخاوف من تأثير حالة عدم اليقين في السياسة التجارية والاقتصادية العالمية على أداء الاقتصاد الأمريكي، ويشير محللو باركليز إلى أن ضعف سوق العمل، رغم استمرار التضخم، سيدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ إجراءات تحفيزية لدعم الاقتصاد، عبر تقليص أسعار الفائدة على مرحلتين خلال العام الجاري.وتوقع باركليز، في تقريره الصادر اليوم الخميس، خفضين لأسعار الفائدة، كل منهما بمقدار ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس)، الأول في يونيو، والثاني في سبتمبر.وكانت توقعات البنك السابقة تشير إلى خفض واحد فقط في يونيو، إلا أن التراجع المستمر في نشاط سوق العمل دفعه إلى مراجعة تقديراته وإضافة خفض ثانٍ في سبتمبر.وقال محللو البنك: “سوق العمل الأكثر ليونة يجعلنا نضيف خفضًا آخر لسعر الفائدة، على الرغم من ارتفاع التضخم”ويرى باركليز، أن التباطؤ في نمو الوظائف سيستمر خلال العام، لكنه لن يؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات البطالة، التي يُتوقع أن تصل إلى ذروتها عند 4.3% في أكتوبر 2025.بيانات التضخم تدعم توجهات الفيدرالي
تأتي هذه التوقعات بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الولايات المتحدة، والتي أظهرت ارتفاع الأسعار بمعدل 0.2% فقط خلال فبراير، وهو أقل من المتوقع، بعد أن كان المؤشر قد ارتفع بنسبة 0.5% في يناير.توقعات سياسة الفيدرالي حتى 2026

يرى باركليز، أن الخفض الأول في يونيو سيكون مدفوعًا بمؤشرات تباطؤ النمو وارتفاع معدل البطالة، بينما سيعكس الخفض الثاني في سبتمبر ظهور بعض التحسن في بيانات التضخم الشهرية.وبعد خفضي الفائدة في 2025، يتوقع البنك أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير لفترة طويلة، على أن يستأنف دورة التخفيضات مجددًا في مارس 2026.نمو الاقتصاد الأمريكي
كما قام باركليز بمراجعة توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي (Q4/Q4 لعام 2025)، حيث خفض تقديره إلى 0.7% بعد أن كان متوقعًا عند 1.5% سابقًا، في إشارة إلى استمرار الضغوط الاقتصادية التي قد تستدعي مزيدًا من السياسات التيسيرية.وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى على سعر الفائدة القياسي في نطاق 4.25%-4.50% خلال اجتماعه في يناير 2025، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن البنك المركزي لن يتعجل في خفض الفائدة، وأنه بحاجة إلى مزيد من البيانات حول التضخم وسوق العمل قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.ومن المتوقع أن تناقش اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هذه التطورات خلال اجتماعها المقبل يومي 18 و19 مارس، حيث ستراقب الأسواق عن كثب أي إشارات حول توجهات الفيدرالي للمرحلة المقبلة.

close