كندا تحشد ضد “العدوان” الروسي وسط انقسام مجموعة السبع بسبب اللهجة الأميركية الجديدة
شارلوفوا-(أ ف ب) – دعت كندا دول مجموعة السبع الخميس إلى دعم أوكرانيا ضد “العدوان” الروسي، في وقت أدى النهج التصالحي للرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه موسكو إلى انقسام نادي الديمقراطيات الغنية.
وتستضيف كندا التي تتولى حاليا رئاسة المجموعة، وزراء خارجية التكتل لثلاثة أيام من المحادثات في فندق في شارلوفوا على ضفاف نهر سان لورانس في كيبيك.
وتشعر دول المجموعة التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة بقلق منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتقاربه مع روسيا وفرضه رسوما تجارية على حلفاء ومنافسين على حد سواء.
وقبل الاجتماع، التقت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على انفراد مع نظيرها الأميركي ماركو روبيو، وهو أبرز مسؤول في إدارة ترامب يزور كندا منذ عودة الرئيس الجمهوري الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
وأعلن الرئيس الأميركي مرارا أنه يريد ضم كندا وجعلها “الولاية الحادية والخمسين” الأميركية. وهو فرض رسوما جمركية مشددة على الدولة المجاورة التي تعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.
وتصافح روبيو وجولي وجلسا إلى جنب وخلفهما أعلام أميركية وكندية. ولم يردا على أسئلة الصحافيين.
وعبرت جولي في الافتتاح الرسمي للاجتماع الوزاري لمجموعة السبع عن أملها في إيجاد سبل تمكّن القوى من “مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي غير المشروع”.
وقالت “نريد جميعا أن نرى سلاما عادلا ودائما في أوكرانيا”.
من ناحيته قال روبيو إنه يريد أن تتجنب مجموعة السبع اللغة “العدائية” تجاه روسيا، معتبرا أن من شأن ذلك أن يعيق الدبلوماسية التي يمكن أن تنهي الحرب التي أودت بعشرات الاف الأشخاص.
ومنذ تسلم ترامب السلطة من سلفه جو بايدن باتت التصريحات الأميركية كثيرا ما تشير إلى “النزاع الروسي الأوكراني” وليس “غزو” روسيا لجارتها في 2022 كما اصطُلح على تسميته.
ووصل روبيو إلى كندا قادما من مدينة جدة السعودية حيث التقى مسؤولين أوكرانيين وافقوا على مقترح هدنة لمدة 30 يوما مع روسيا.
وقال دبلوماسيون إن جميع دول مجموعة السبع ليست على توافق مع الولايات المتحدة، لكنها تبحث عن صيغة يمكن أن ترضي جميع الأطراف مثل تبني مقترح وقف إطلاق النار.
وفيما وافقت كييف قبل يومين على الاقتراح الأميركي، لم تعلن موسكو موقفا رسميا نهائيا بهذا الصدد بعد.
وقال روبيو “ننتظر جميعا بفارغ الصبر رد” روسيا مؤكدا أن “الكرة الآن في ملعبها”.
كما أثار ترامب صدمة لدى حلفائه ودفع بالأوروبيين لتسريع الحديث عن مستقبل دفاعي من دون الولايات المتحدة، عندما وبخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي لعدم إظهار “الامتنان” للولايات المتحدة، وقطع عن كييف مساعدات حيوية.
– الحرب التجارية تقسم المجموعة –
وإن كان روبيو أقر الأربعاء بأنه لن يتمكن من تفادي مسألة التوتر التجاري خلال لقائه مع جولي، أكد أن الاجتماع لن يتطرق الى مسألة “سيطرة” الولايات المتحدة على كندا، كما طرحها ترامب.
من جانبها أكدت جولي قبل لقاء روبيو أنه لن يتم التطرق إلى المسألة لأن سيادة كندا “غير قابلة للتفاوض”.
ويأتي الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع بموازاة رسوم بنسبة 25% فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم وبدأ تطبيقها الأربعاء، ما استدعى على الفور ردا من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وسارع الاتحاد الأوروبي وكندا للكشف عن رسوم في المقابل بقيمة مليارات الدولارات، فيما أكدت فرنسا أنها “مصممة على الرد” بعد تهديد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 200 بالمئة على واردات النبيذ والشمبانيا وغيرها من المشروبات الكحولية.
وقالت جولي إنها تعتزم طرح مسألة الرسوم الجمركية في “كل اجتماع” لمجموعة السبع.
وقال روبيو إنه يتوقع من نظرائه أن يضعوا جانبا سياسات ترامب التجارية، والسعي نحو أهداف مشتركة.
وأضاف “نتوقع من كل دولة في العالم أن تعمل بما يخدم مصالحها الوطنية”.
وتابع “أعتقد أنه من الممكن جدا تحقيق هذه الأهداف، وفي الوقت نفسه التعامل بطريقة بناءة مع حلفائنا وأصدقائنا”.
وسيتناول اجتماع شارلوفوا أيضا الصين والشرق الأوسط، من بين مواضيع أخرى.
ويسبق الاجتماع الوزاري قمة مجموعة السبع المقرر عقدها في مقاطعة ألبرتا الكندية في حزيران/يونيو.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: