من قلب مكة المكرمة، وفي أجواء رمضان المبارك، انطلقت النسخة الثانية من مركاز البلد الأمين مطلع الشهر الفضيل، لتكون منصة تجمع المسؤولين، المستثمرين، ورواد الإعلام والأعمال، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الشراكة الفاعلة والتعاون بين مختلف القطاعات. يستلهم المركاز رؤيته من بركة مكة المكرمة وفضلها، ليكون نموذجًا حديثًا للحوار والتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع، في سبيل تحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا للعاصمة المقدسة. كما يعزز المركاز الهوية الوطنية والثقافة المحلية من خلال استلهام قيم المجالس الحجازية التقليدية، مما يجعله مساحة تحتفي بالأصالة والتاريخ، وتربط الماضي بالحاضر في إطار حديث يخدم التنمية.
لقد تشرفت بتلقي دعوة كريمة من المنظمين لزيارة مركاز البلد الأمين، وأسعدني ما شاهدته من تنظيم متميز يعكس روح مكة وخصوصيتها، حيث التقيت بنخبة من المسؤولين وأصحاب المشاريع ورواد الأعمال الذين يجتمعون في هذا الحدث لتبادل الأفكار وصناعة المستقبل. كان من الرائع أن أرى كيف نجح المركاز في أن يكون مساحة تجمع بين الأصالة والحداثة، وبين التراث والابتكار، مما يعكس الرؤية الطموحة لتطوير مكة المكرمة والارتقاء بجودة الحياة فيها.
يهدف المركاز في نسخته الثانية إلى تعزيز الحوار والتفاعل المجتمعي بين القطاعات المختلفة، وفتح آفاق الشراكات الاستثمارية والتنموية لدعم اقتصاد مكة المكرمة، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة من خلال تطوير الخدمات والمبادرات، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة عبر خلق فرص جديدة للتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة. كما يسهم في تعزيز مكانة مكة المكرمة كمدينة عالمية مستدامة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
شهد المركاز بداية انطلاقته في رمضان الجاري توقيع عدد من الاتفاقيات والمشاريع المهمة، أبرزها عقد المحفظة الإعلانية لمكة المكرمة (الحزمة الأولى) بقيمة تتجاوز 600 مليون ريال، بين شركة البلد الأمين، الذراع التنموي والاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة، وشركة روتانا ساينز، مما يعزز الاستثمار الإعلامي والترويجي للمدينة المقدسة. كما تم إبرام شراكات مع 21 جهة شريكة وراعية وداعمة، مما يعكس أهمية المركاز كمنصة للربط بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز التكامل بين الجهات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة. وحظي الحدث بحضور رسمي رفيع المستوى، مما يؤكد الدعم الكبير الذي تحظى به المبادرة على أعلى المستويات، ويعكس مدى اهتمام القيادة بتنمية مكة المكرمة ورفع جودة الخدمات فيها.
إلى جانب كونه منصة للحوار والتعاون الاقتصادي والتنموي، يسهم مركاز البلد الأمين في إبراز الهوية الوطنية وتعزيز الثقافة المحلية، حيث يعكس أصالة مكة المكرمة وتاريخها العريق، ويعيد إحياء مفهوم المجالس الحجازية التي كانت ولا تزال رمزًا للحوار والتشاور في المجتمع. كما يوفر المركاز مساحة تعزز الفخر بالتراث الوطني، وتتيح الفرصة لمختلف فئات المجتمع للمشاركة في بناء مستقبل المدينة المقدسة بروح مستمدة من تاريخها العريق.
إن إطلاق النسخة الثانية من المركاز في شهر رمضان المبارك، يجعله فرصة لتعزيز قيم التعاون والتكافل التي يرمز إليها هذا الشهر الفضيل، حيث أتاح اللقاءات المباشرة بين المسؤولين والمجتمع، وأسهم في تحفيز الاستثمار، وتسهيل تنفيذ المشاريع، ودعم رواد الأعمال، مما يعزز مكانة مكة المكرمة كمدينة تحتضن الابتكار والتنمية المستدامة.
مع استمرار نجاحه، يواصل مركاز البلد الأمين مسيرته في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لمكة المكرمة، حيث يترجم روح الشهر الفضيل إلى مبادرات وشراكات تحقق التنمية والازدهار والتكامل بين القطاعات المختلفة. وكما كانت مكة دائمًا مهدًا للحضارات والتجارة، فإن هذا المركاز يعزز دورها كمركز عالمي للتنمية والاستثمار، مستنيرًا برؤية المملكة 2030، ومستلهمًا من قدسية المكان وزمانه المبارك، ومسهمًا في إبراز هويتها الوطنية وثقافتها الغنية.
أخبار ذات صلة