الذهب يسجل مستوى قياسي مرتفع مع تصاعد التوترات التجارية وتوقعات بتخفيف السياسة النقدية الأميركية
لندن-راي اليوم
سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيًا مرتفعًا اليوم الجمعة، حيث قفزت بشكل كبير مدفوعة بحالة من الضبابية المرتبطة بالرسوم الجمركية الأميركية المتصاعدة والمخاوف من تأثيرات التوترات التجارية العالمية. كما ساهمت التوقعات المتزايدة بتخفيف السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في دعم الزخم الصاعد للذهب.
بحلول الساعة 01:32 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 2983.78 دولار للأونصة، بعد أن بلغ مستوى قياسيًا عند 2990.09 دولار في وقت سابق من الجلسة، مقتربًا من مستوى 3000 دولار المهم. ورغم هذا التراجع الطفيف، يسير الذهب نحو تحقيق ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، مع مكاسب تقدر بنحو 2.5% حتى الآن، وفقًا لتقرير “رويترز”.
في الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% لتسجل 2996.70 دولار للأونصة.
تزايد المخاوف من تصاعد التوترات التجارية
وفقًا لييب جون رونغ، محلل السوق في “آي.جي”، يعكس هذا التصعيد في الأسعار التوقعات السائدة بين المستثمرين بأن التوترات التجارية العالمية ستتفاقم قبل أن تهدأ، مما يجعل الذهب يعود مجددًا كملاذ آمن للتحوط من تقلبات الأسواق. في أحدث تطور في الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم بفرض ضريبة بنسبة 50% على صادرات الويسكي الأميركية. في المقابل، هدد ترامب عبر موقع “تروث سوشيال” بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على واردات النبيذ والمشروبات الروحية الأوروبية.
الذهب كملاذ آمن في مواجهة التحديات الاقتصادية
مع اقتراب الأسعار من مستوى 3000 دولار، قال رونغ إن الذهب أصبح أكثر جذبًا للمستثمرين في هذه البيئة التي تتسم بتقلبات الأسواق والمخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية المتبادلة. كما أضاف أن الذهب يعتبر من الأصول الآمنة في الوقت الذي تتناقص فيه البدائل التي يمكن أن توفر الحماية من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
التوقعات الاقتصادية وتأثيرات الرسوم الجمركية
من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى تعزيز التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، وهو ما يساهم في دفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2025. يُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة موثوقة للتحوط ضد المخاطر السياسية والتضخم، مما يجعله خيارًا مفضلًا للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
توجهات الأسواق والترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي
تترقب الأسواق أيضًا اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيعقد يوم الأربعاء المقبل. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي الأميركي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25 إلى 4.50%، ما قد يؤثر أيضًا على تحركات الذهب.
التحركات في المعادن النفيسة الأخرى
فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 0.2% لتسجل 33.72 دولار للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 995.30 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 964.32 دولار.
تستمر أسعار الذهب في تحقيق مكاسب ملحوظة، مما يعكس زيادة التوترات الاقتصادية والتجارية التي دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة وسط تقلبات الأسواق العالمية.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: