قصف إسرائيل الجهاد الإسلامي في دمشق يطرح السؤال المسكوت عنه: متى تعلن الجماعات الإسلامية النفير العام ضد الكيان؟ ما مدى إمكان استلهام تجربة الأفغان؟ومن أين تكون البداية؟ الدعاء وحده لن يحرر فلسطين فهل يفعلها الشرع ويدخل التاريخ؟

قصف إسرائيل الجهاد الإسلامي في دمشق يطرح السؤال المسكوت عنه: متى تعلن الجماعات الإسلامية النفير العام ضد الكيان؟ ما مدى إمكان استلهام تجربة الأفغان؟ومن أين تكون البداية؟ الدعاء وحده لن يحرر فلسطين فهل يفعلها الشرع ويدخل التاريخ؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
أمس قصفت إسرائيل مكتبا لحركة الجهاد الإسلامي في العاصمة السورية دمشق، وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلاته هاجمت بتوجيه من القيادة الشمالية وفرع المخابرات مقرا لمنظمة الجهاد الإسلامي في دمشق.
وإذا كان الحدث يدعو للأسى، فإنه يدعو لتساؤل: متى تعلن الجماعات الإسلامية النفير العام ضد الكيان؟ وما الذي يمنعها؟ وهل العيب فيها أم في أنظمة دول الجوار ؟
اليوم في صلاة الجمعة توجه الخطباء في مشارق الأرض ومغاربها بالدعاء الأثير” اللهم عليك باليهود الغاصبين”، فإلى متى يكتفون بالدعاء الذي لن يغني من الأمر شيئا في ظل عجز عربي إسلامى لا يخفى؟
السفير فوزي العشماوي يرى أن الاجابة المنطقية على السؤال هي أن غالبية هذه التنظيمات مصطنعة ونتاج تخطيط من أجهزة مخابرات تستغل ضعف أنظمة الحكم وإغلاق الأفق السياسي في معظم دول المنطقة وغلبة المشاعر الدينية المندفعة لدي الشباب البريء وقسوة الظروف المعيشية لدي غالبية من يتم تجنيده.
الناظر في مواقف رجال الدين السلفيين يجد أنها نظرية، فيوما ما قال الشيخ محمد حسان: ” القدس والأقصي جزء من عقيدتنا، فليعلم اليهود وليعلم الغرب الذي يجعجع كل يوم بمحاربة الإرهاب والتطرف أن المسلمين علي ضعفهم وهوانهم ومعاصيهم وما أبرىء نفسي لن يتركوا الأقصي ورب الكعبة وليحذر أولئك الذين يتلاعبون بالنار فليعلموا وليحذروا أن النار ستشتعل في الجميع”.
موقف الإسلاميين وفي المقدمة منهم السلفيون من تحرير فلسطين كان مثار سخرية البعض، وتقدير الآخر.
فالساخرون يقولون لهم: ها هي فلسطين محتلة فجاهدوا لتحريرها ما الذي يحول بينكم وبينها؟
على الجانب الآخر يلتمس قوم آخرون الأعذار لتلك الجماعات بحجة تواطؤ الأنظمة العربية مع إسرائيل.
في ذات السياق يذهب البعض إلى أن طبيعة المعركة من سرية الأنفاق و ضيق مساحة فلسطين وتفوق إسرائيل الجوي يحول بين الجماعات الجهادية وبين جهاد إسرائيل جهادا كبيرا.
الذين يلقون باللائمة على الأنظمة العربية ويحملونها المسؤولية يقدمون حججا تثبت تخاذلها، منها  الحرب بين أوكرانيا وروسيا ، حيث تدعم جميع الدول الأوروبية أوكرانيا بالمال والقوات لكن فلسطين كل جيرانها متواطئون، مستدلين بأن
فلسطين منذ ثلاثة عشر يوما لم يدخلها طعام أوشراب.
الكاتب عمر فتوح يطرح سؤالا منطقيا: القتال ضد إسرائيل يحتاج إلي أرضٍ كقاعدة ينطلق منها المقاومون فمن هي الدولة العربية المحيطه بإسرائيل التي تقبل العمل من أراضيها؟
الإجابة على السؤال تشير إلى سورية، فهل يفعلها الشرع ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه أم أن له فيها مآرب أخرى؟!

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close