حرق وسرقة وخطف أطفال.. مستوطنون يعتدون على “المراجم” بالضفة
نابلس / قيس أبو سمرة / الأناضول
يقول أهالي قرية المراجم، الواقعة جنوبي مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، إن مجموعة من المستوطنين أحرقوا مركبات ومنازل وحاولوا خطف طفلين.
ويسرد السكان في أحاديث مع الأناضول، ساعات من الرعب تحت نيران المستوطنين، أسفرت عن حرق 6 منازل ومركبتين، وسرقة أغنام، ومحاولة خطف طفلين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد أكثر من 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
ويقول أنس مسلّم، أحد سكان القرية، للأناضول، إن “المستوطنين خطفوا طفلين أحدهما رضيع بعمر 4 أشهر وطفل يبلغ سنة ونصف، وبعد ملاحقتهم من قبل السكان تركوهما على أطراف القرية”.
ويعبر عن سخط وقلق السكان جراء تصاعد هجمات المستوطنين، وقال “منذ سنوات تتعرض القرية لهجمات المستوطنين بين حرق منازل واعتداءات بالضرب، وإطلاق الرصاص، ومنع الوصول للمزارع وسرقة الأغنام بحماية الجيش الإسرائيلي”.
ويطالب مسلّم بتوفير حماية للفلسطينيين في القرية، وتوفير دعم معنوي.
ويتابع: “في منتصف الليل هاجم مستوطنون القرية، وأشعلوا النيران في منازل ومركبات، ولولا لطف الله لوقع ضحايا”.
بدوره، يقول الفلسطيني نور عبد الباقي: “تحت جنح الظلام هاجم المستوطنون القرية وأحرقوا المركبة، حاولنا إخماد النيران لكنها كانت شديدة الاشتعال”.
ويضيف للأناضول بينما يقف بجوار مركبته التي تعرضت للحرق من مستوطنين: “تلك الهجمات تأتي بتخطيط مسبق، وبحماية من الجيش الإسرائيلي”.
ويزيد: “المستوطنون لا يتحركون دون تخطيط مسبق، وعلى دراية بكل التفاصيل، يشنون هجوما ويفرون، وإذا ما تعرضوا لخطر يتدخل الجيش الإسرائيلي فورا”.
ورغم ما تعرضت لها القرية فإن عبد الباقي ومثله سائر الفلسطينيين يصرون على البقاء في أرضهم.
وأظهرت كاميرات مراقبة تعود ملكيتها للمواطن خالد داود، اللحظات الأولى لعملية الاعتداء، ويقول عنها “المستوطنون كأنهم جيش مدرب، أحاطوا المنزل من الأمام والخلف، منهم من وصل زحفا، حاولوا تخريب كاميرات المراقبة”.
ويضيف: “لديهم مواد شديدة الاشتعال بمجرد أن ترمى تندلع نيران شديدة”.
ويشير إلى أن بيته هو الوحيد المشيد من الحجارة وله سقف حيث يعود عمره إلى الزمن العثماني في فلسطين.
ويوضح أن بيته تعرض لحرق جزئي بعد أن استعصى أمر فتح الأبواب على المستوطنين.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي كان في موقع قريب من القرية لتوفير الحماية للمستوطنين في حال تعرضوا لخطر.
ويقول سليمان دوابشة، رئيس مجلس قروي دوما الملاصقة لخربة المراجم، إن اعتداءات المستوطنين تتصاعد وخاصة في قرى وبلدات جنوب شرقي نابلس.
ويتهم دوابشة في حديث مع الأناضول، المستوطنين بالعمل على تنفيذ مخطط الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ويضيف: “يعيش السكان في المراجم وفي دوما أيضا بين اعتداءات المستوطنين وعمليات الهدم من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية بدعوى البناء دون ترخيص”.
ويكمل: “إسرائيل تريد تهجير سكان دوما والمراجم كونهما الوحيدتين اللتين تقعان على الجهة الشرقية لخط استيطاني إسرائيلي باتجاه غور الأردن، يريدون ضم كل تلك الأراضي”.
وتقع قرية المراجم التي تعد امتداد لبلدة دوما على السفوح الغربية لغور الأردن، ومنها يمكن أن تشاهد جبال الأردن.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: