أعود إلى جمهوري من خلال الـ«سوشيال ميديا»

ينتمي الفنان أحمد دوغان إلى المطربين الذين أسهموا في صناعة الزمن الجميل. موهبته المتقدة جعلته يلمع في برنامج الهواة «استوديو الفن». كان يومها لا يزال يافعاً واحتضن موهبته المخرج الراحل سيمون أسمر. اشتهر بلقب «عندليب لبنان» لتأثره بغناء الراحل عبد الحليم حافظ. فحقق نجاحات يشهد لها على الساحة في حقبة الثمانينات. اليوم وبعد غياب يعود أحمد دوغان إلى الساحة الفنية. واختار الـ«سوشيال ميديا» ليطلّ عبرها ويطلق أغانيه الجديدة.

يؤكد دوغان أنه تمت محاربته على الساحة. وهو ما أثر في مسيرته بشكل مباشر وزاد من بعده عنها. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إني من الأشخاص الذين لا يستجدون الآخر للوصول إلى أهدافه. طيلة مشواري اتكّلت على موهبتي وهي ما أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. هناك فئة من الفنانين حاربتني بشكل أو بآخر. فيما فئة أخرى ساندتني. ودخلت هذه الحرب باحترام من خلال مثابرتي على الغناء من دون افتعال أي مشاكل».

اشتهر دوغان بلقب {عندليب لبنان} لتأثره بغناء الراحل عبد الحليم حافظ (أحمد دوغان)

يعتب أحمد دوغان كثيراً على الجميع من إعلاميين وشركات إنتاج ومتعهدي حفلات. «لم يعد هناك من تقدير اليوم للفنان الأصيل. وكوني من المطربين الذين استمروا بتقديم الأعمال غير التجارية حوربت بقوة».

يقول إنه أصدر أغنيات كثيرة في السنوات الماضية، ولكن لم يتم تسليط الضوء عليها، «حاولت دعم أعمالي والترويج لها، ولكن ليس لدي القدرة على القيام بما يتجاوز إمكانياتي المادية. فالمصروف كان أكبر من المدخول لا سيما وأن لا شركة إنتاج تدعمني».

قراره اليوم بالعودة إلى الساحة يأتي من خلال تشجيع ودعم كبيرين لاقاهما من محبّيه. فما أن أطلّ على وسائل التواصل الاجتماعي حتى استعاد شهرته بسرعة. «لقد دخلت هذه الساحة الإلكترونية أخيراً، واتخذت قراري بأن تكون المنصة التي ترافق كل جديد لي. وقررت أن أصدر أغنية جديدة عبرها كل خميس من أول الشهر. كما سأقدم على إطلالات مباشرة أستضيف خلالها زميلاً لي. فالـ(سوشيال ميديا) اليوم خير وسيلة للانتشار وفاعليتها أهم من شاشات التلفزة. فعندما لمست محبة الناس لي عبرها، كبر قلبي وفرحت كثيراً».

غاب أحمد دوغان لفترة ثلاث سنوات عن لبنان لإقامته في أميركا. وعندما عاد إلى بيروت وجد أن مؤامرات حيكت ضده. فلا تكريمات ولا حفلات ولا إطلالات إعلامية، لا من بعيد ولا من قريب. ويوضح في سياق حديثه: «في الحقيقة مهرجان زمن الفن الجميل وحده تذكّرني. ولكنني علمت فيما بعد أن أشخاصاً محددين في لجان تحكيم مهرجانات تكريمية أخرى استبعدوني. ومن بين هؤلاء من رحلوا اليوم عن الحياة. ولكن المحاربة لي كانت كبيرة حتى لإبعادي عن إحياء حفلات في الخليج العربي».

يؤكد دوغان أن لا أحد يمكنه منافسته في لونه الغنائي المشهور به. «يمكنني التأكيد على أن خامة صوتي وخياراتي الغنائية لا تشبها أي فنان آخر على الساحة».

يخطط اليوم أحمد دوغان لإعادة تقديم أغنيات قديمة له بتوزيع جديد. «سأعيد غناءها جميعاً بقالب موسيقي حديث. ومن بين تلك الأغاني (على بلدي) و(ضحكت وبان اللولو) و(دنيا غريبة). أدرك جيداً ما يحبّه الجيل الجديد في الموسيقى، ولكنني في الوقت نفسه أحافظ على هويتي الغنائية كي يستمتع بها أيضاً الجيل الذي رافقني منذ بداياتي».

يعد المعجبين به بإصدار أغنية جديدة في الخميس من أول كل شهر (أحمد دوغان)

يستذكر أحمد دوغان الأيام الذهبية لزمن الفن. ويروي لـ«الشرق الأوسط» قصص التقائه مع فنانين عمالقة أمثال الراحلين بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي. «لقد شكل هؤلاء علامات فارقة على الساحة وكان أهل الفن يحلمون بالتقاط ولو صورة معهم. أنا شخصياً التقيتهم وتحدثت معهم وتزودت منهم بدروس ونصائح كثيرة تتعلق بالفن».

لا ينزعج أبداً من ارتباط اسمه بالراحل عبد الحليم حافظ حتى اليوم. ويقول: «هذا الأمر يشرّفني وهناك من أحبّه بصوتي. وتسببت بعقد نفسية لمجموعة من الفنانين من هذا المنطلق. فأنا من الأشخاص الذين يجيدون غناء عبد الحليم حافظ. وقد اشتهرت بأعمال له قدّمتها بطريقة دوغانية».

يروي أحمد دوغان لـ«الشرق الأوسط» عن بداياته. «كان والدي يخاف عليّ من دخول هذا المجال. أما والدتي فهي من شجعتني على المشاركة في (استوديو الفن). ولا يمكن أن أنسى فضل الممثلة آمال عفيش عليّ لأنها كانت أول من قدمني للإعلام وساندني».

يشتهر أحمد دوغان إلى جانب صوته الجميل بالعزف على عدة آلات موسيقية. ومن بينها الرق والعود والأورغ والكمان والغيتار. «أعزف على 8 آلات مختلفة ومن بينها (البندير). وهي آلة شبيهة بالدف تحدث طنيناً شرقياً. وسأقدم عبر الـ(سوشيال ميديا) أغنيات أعزفها بنفسي أيضاً».

وفي مقارنة بين الماضي والحاضر يؤكد أحمد دوغان أن هناك نجوماً لمعوا بسبب غياب آخرين أهم منهم. ويتابع: «الساحة الفنية الحقيقية تراجعت وأشعر وكأننا نعيش في كذبة كبيرة. صار الفن يرتكز على قاعدة فوضوية (هات إيدك والحقني). ومع الأسف تربى جيل بأكمله عليها فغاب عنه الفن الأصيل».

close