رسميًا.. أوبك تضغط على إنتاج النفط الصخري الأمريكي وفشل لوبي النفط في إقناع ترامب

تتسبب حرب أسعار أوبك في دفع منتجي النفط الصخري الأمريكي إلى وقف الحفر وخفض الاستثمارات مؤقتًا لمواجهة الضغوط المتزايدة التي تؤثر على قطاعهم الحيوي وتحويل استراتيجيات الإنتاج بشكل واضح خلال الفترة القادمة.

تأثير حرب أسعار أوبك على وقف الحفر وخفض الاستثمارات في النفط الصخري الأمريكي

أدت حرب أسعار أوبك إلى تراجع ملحوظ في نشاط الحفر والإنفاق الرأسمالي لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث قررت العديد من الشركات إيقاف عدد من منصات الحفر مؤقتًا لخفض التكاليف وحماية تدفقاتها النقدية؛ وذلك وسط توقعات بانخفاض إنتاج النفط الأمريكي من 13.6 مليون برميل يوميًا إلى 13.1 مليون برميل بحلول عام 2026، مع ارتفاع تكاليف الحفر وتراجع الأسعار حاليًا إلى مستويات تقل عن سعر التعادل لمعظم شركات الحفر الصخري.

ويشير كبار مسؤولين في القطاع إلى أن استراتيجية “احفر بسرعة” التي سادت في السنوات الماضية استبدلت بسياسة أكثر حذراً تعتمد على التريث حتى استقرار الأسعار، كما أكد كيرك إدواردز، الرئيس التنفيذي لشركة لاتيجو بتروليوم، أن الشركات لن تفتح منصات حفر جديدة حتى تعود الأسعار للنطاق المستقر حول 75 دولارًا للبرميل، مع توقعات بانخفاض متواصل في الإنتاج خلال السنوات المقبلة.

اللوبي الأمريكي لقطاع النفط والغاز يعاني في الحصول على إعفاءات جمركية وتأثير ذلك على مجال النفط الصخري

على صعيد الدعم الحكومي، فشل لوبي النفط والغاز الأمريكي في تحقيق إعفاءات جمركية للمعادن والمكونات الأساسية المستخدمة في صناعة النفط والغاز، ما أثر سلبًا على قطاع الإنتاج الصخري الذي يعاني من ارتفاع تكاليف المعدات بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب بنسبة 25% على الصلب، الأمر الذي قد يرفع تكاليف المشاريع البحرية بنسبة 8%.

جاء ذلك في ظل محاولات مكثفة قدمتها جمعيات مثل رابطة الصناعات البحرية الوطنية وجمعية النفط المستقل الأمريكية للضغط من أجل تخفيض الأعباء الجمركية، حيث تؤكد هذه المنظمات أن الرسوم الجمركية تشكل عقبة أمام جذب الاستثمارات وتعزيز السيادة الطاقوية الأمريكية، خاصة وأن معظم أعضاء القطاع يمثلون أكثر من 80% من إنتاج النفط الصخري والغاز في البلاد.

التحديات والفرص المستقبلية لتطوير الغاز الصخري في الجزائر وسط تقلبات السوق العالمية

في السياق العالمي، تقترب الجزائر من إبرام اتفاقات مهمة مع شركتي إكسون موبيل وشيفرون لتطوير احتياطيات الغاز الصخري الضخمة لديها، مع التركيز على تقنيات استغلال الحقول في مناطق نائية ذات تكاليف إنتاج مرتفعة نتيجة موقع الحقول في أعماق الصحراء ونقص الموارد المائية، وسط حرص السلطات الجزائرية على تسريع وتيرة التطوير خلال السنوات المقبلة.

تتمتع الجزائر بخطوط أنابيب مباشرة إلى أوروبا وتعتبر ثالث أكبر دولة تمتلك احتياطيات الغاز الصخري القابلة للاستخراج عالميًا، ما يعطيها ميزة تنافسية في سوق الغاز. لكن تحديات النقل والبنية التحتية تشكل عوائق أمام الاستغلال الأمثل للغاز الصخري، رغم الاتفاقات الأولية مع شركات دولية رائدة تشمل أيضًا سينوبك الصينية.

يُعد انخفاض الاستثمارات وقف منصات الحفر انعكاسًا مباشرًا للتحديات التي فرضتها استراتيجية أوبك لخفض الأسعار والتي تهدف إلى السيطرة على حصتها السوقية، ما يتطلب من المنتجين الصخريين البحث عن طرق مبتكرة لتعزيز الربحية وخفض التكاليف، مع إمكانية أن يؤدي ذلك إلى عمليات اندماج في القطاع لرفع كفاءة الإنتاج.

تشهد الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة، ففي الصين انخفضت واردات النفط الروسي بنسبة تزيد على 10% في النصف الأول من 2025 نتيجة الحذر في صفقات خام الأورال، كما بدأت تظهر توجهات جديدة في تداول زيت الغاز مع وصول شحنات نادرة من الهند عبر الشركات الروسية، وهو ما يعكس تغيرات متسارعة في ديناميكيات الإمدادات، ما يزيد من أهمية التكيف السريع لمستويات الإنتاج والاستثمار في النفط الصخري أمريكيًا وعالميًا.

تواجه شركات النفط الصخري تحديات معقدة تستوجب إعادة التقييم المستمر للخطط الاستثمارية وسط بيئة سعرية غير مستقرة، بينما تبرز الحاجة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية واعتماد استراتيجيات مرنة أكثر، لضمان الاستمرارية وتحقيق عوائد مجزية في المستقبل القريب.