شهدت السوق المالية السعودية تراجعًا ملحوظًا مدفوعًا بتوزع السيولة وتغيرات في توجهات المستثمرين، أكثر من ارتباطه بتحسن نتائج الشركات أو أسس السوق نفسها، ما يعكس ديناميكية استثمارية مختلفة تشهدها الفترة الراهنة.
تحليل أسباب تراجع السوق المالية السعودية رغم نتائج أرباح الشركات
لم تتفاعل السوق المالية السعودية إيجابيًا مع إعلانات أرباح الشركات خلال الربع الثاني من عام 2025، رغم تحقيق معظم القطاعات أداءً جيدًا، باستثناء قطاع البتروكيماويات الذي شهد تراجعًا في الأرباح نتيجة دورة طبيعية للقطاع نفسه؛ وهو ما دفع المحللين إلى التأكيد على أن تراجع السوق ينبع من تغيرات في توجهات المستثمرين وتوزع السيولة بدلاً من تأثيرات على أساسات الشركات؛ إذ أن ضعف السيولة يرجع إلى المنافسة القوية مع أدوات الدين والمرابحات التي تقدم عوائد مغرية، إضافة إلى انحسار اهتمام المستثمرين نحو أسواق الطروحات الأولية والفرص العالمية، لا سيما السوق الأمريكي الذي شهد أداءً إيجابيًا. خلال هذه الفترة، خسر مؤشر السوق السعودي “تاسي” نحو 9.5% من قيمته، وسط ضغوط بيعية واسعة شملت معظم القطاعات، مع انخفاض أسعار أسهم 210 شركات مقابل ارتفاع 40 فقط، بينما بلغ معدل التداول اليومي نحو 5.47 مليار ريال بإجمالي أكثر من 71 مليون صفقة.
توزع الأرباح المجمعة وتأثيرها على السوق المالية السعودية
تشير البيانات إلى أن الأرباح المجمعة للشركات السعودية (باستثناء أرامكو) انخفضت بنسبة 8% خلال الربع الثاني من عام 2025 مقارنة بالربع المماثل لعام 2024، لتصل إلى 38.29 مليار ريال، متأثرة بشكل رئيس بنتائج قطاعات البتروكيماويات والنقل. على مستوى شامل، سجلت الأرباح المجمعة انخفاضًا بنحو 16% لتصل إلى 123.93 مليار ريال، مما يعكس الضغوط التي تعرضت لها السوق. الجدول التالي يوضح الفروقات بشكل تفصيلي:
البند | الربع الثاني 2024 (مليار ريال) | الربع الثاني 2025 (مليار ريال) | التغير% |
---|---|---|---|
الأرباح المجمعة | 147.87 | 123.92 | (16%) |
الأرباح المجمعة باستثناء أرامكو | 41.71 | 38.29 | (8%) |
الأرباح المجمعة باستثناء البنود الاستثنائية | 40.84 | 43.95 | +8% |
توجهات المستثمرين وتأثيراتها على أداء السوق المالية السعودية
بينما يُظهر القطاع البنكي والنقل بعض المفاجآت الإيجابية في نتائج الربع الثاني، يعاني قطاع البتروكيماويات بشكل طبيعي من دورة انخفاض أرباح، كما شهدت قطاعات التجزئة والطاقة والخدمات الاستهلاكية والإعلام والترفيه مفاجآت سلبية، ما ساهم في التأثير على معنويات السوق. ويُشير عبد اللطيف السيف، الرئيس التنفيذي لشركة سبعين للاستثمار، إلى أن استراتيجيات توزيع السيولة تأثرت بسبب منافسة أدوات الدين والمرابحات، والاشتباك مع فرص الطروحات الأولية، فضلًا عن العطلات الصيفية التي انخفضت فيها مشاركة المستثمرين الأفراد. في المقابل، شدد فادي عربيد، مدير الاستثمارات في شركة أموال كابيتال، على أن التراجع الحالي غير مبرر من الناحية الأساسية، لافتًا إلى قوة أرباح معظم القطاعات وبروز فرص جذب طويلة الأجل مع تقييمات أكثر جاذبية للسوق بعد انخفاض علاوة السعر مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، إلا أن تحرك السيولة نحو أدوات دخل ثابت بعوائد مرتفعة حد من فرص النمو في سوق الأسهم. من جانبه، رأى طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لشركة نومورا لإدارة الأصول – الشرق الأوسط، أن ضعف أداء “تاسي” يعكس تركيز المؤشر على عدد قليل من الشركات القيادية، دون عكس اتساع السوق، مع استمرار الضغوط من تراجع أسعار النفط وارتفاع الفائدة، وهما عاملان رئيسيان أثرا على معنويات المستثمرين.
كل هذه العوامل تشكل مزيجًا معقدًا يؤثر على توجهات السيولة في السوق المالية السعودية، ويقود إلى تراجع الأداء رغم القوة النسبية لأرباح الشركات.
- المنافسة مع أدوات الدين والمرابحات تقدم خيارات عوائد ثابتة جذابة للمستثمرين
- اهتمام متزايد بفرص الطروحات الأولية وحقوق الأولوية يقلل السيولة المتداولة في الأسهم القائمة
- توزيع السيولة على الأسواق الخارجية، خاصة السوق الأمريكي، يحد من الطلب المحلي على الأسهم السعودية
- العطلات الصيفية تخفض تفاعل المستثمرين الأفراد مع السوق
ما هي تفاصيل قصة طالبة الصفر في نتيجة الثانوية العامة؟
«تغيرات هامة» سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 هل سيرتفع أم ينخفض
«تابع بسهولة» نتائج انتخابات الشيوخ عبر الموقع الرسمي للهيئة الوطنية الثلاثاء
جوارديولا يكشف آخر تطورات إصابة فودين ورودري قبل انطلاقة مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي
انطلاق خدمة الحجز الإلكتروني لوحدات “سكن لكل المصريين” اليوم مع تفاصيل مواعيد وأساليب الدفع المتنوعة
05 أغسطس 2025: تعرف على موعد عودة إمام عاشور لمنافسات الأهلي في الموسم الجديد
يفاجئ جالطة سراي جمهورها اليوم بإتمام صفقة النيجيري فيكتور أوسيمين.. تعرف على التفاصيل
اعتقالات واسعة لشباب القذاذفة في سرت.. ما تفاصيل الحملة وأسبابها؟