ما هو الأفق السياسي للفلسطينيين الذي دعت إليه الدول السبع الكبري؟ ولماذا اعتبره المحللون إعادة للقضية ثلاثين عاما للوراء؟ ما رأي العرب والمسلمين؟ وهل جاءهم نبأ أكثر من مليوني نفس يستغيثون؟

ما هو الأفق السياسي للفلسطينيين الذي دعت إليه الدول السبع الكبري؟ ولماذا اعتبره المحللون إعادة للقضية ثلاثين عاما للوراء؟ ما رأي العرب والمسلمين؟ وهل جاءهم نبأ أكثر من مليوني نفس يستغيثون؟

 

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
يوما بعد يوم تضيق الحلقة الجهنمية على الفلسطينيين، وسط تخاذل وتواطؤ عالمي وعربي لا يخفى.
فها هي مجموعة الدول السبع الكبرى تصدر الجمعة بيانا لم يؤكد الالتزام بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويقترح بدلا من ذلك أفقا سياسيا للشعب الفلسطيني، فماذا عساه أن يكون؟!
عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق يصف بيان وزراء خارجية الدول السبع الكبري الذي اختتم أعماله في كندا بأنه نكسة كبرى، مشيرا إلى أنه أعاد القضية الفلسطينية أكثر من ثلاثين عاما الي الوراء .
وقال حماد إن البيان تحدث عن أفق سياسي يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني فقط ولم يذكر أي حق سياسي، لا حق تقرير المصير ولا إنهاء الاحتلال ولا حل الدولتين .
وأردف حماد: “إنها حقبة ترامب!”.
من جهته قال د.محمد البرادعي إن ما يراه ويسمعه ويخشاه أن هناك خطة تدبر بليل للتهجير “الطوعي” لأهل غزة وستكون الحجة كما يُفهم من كلام ‎ترامب وغيره من المسؤولين الامريكيين والإسرائيليين أن هذا من حق أهل غزة ويتم بمحض ارادتهم!
وتمنّى البرادعي على المسؤولين العرب أن يكونوا متيقظين لما يجري، وأن يعملوا على إفشال هذا المخطط الشيطاني.
الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة “الشعب” يرى أن هذا هو مخطط اليمين الصهيوني الحاكم منذ 8 أكتوبر 2023 ” قصف مع حصار” يدفع أهل غزة للتوجه إلى الحدود.
ويضيف أن تهديد مصر سابقا بتجميد أو إلغاء كامب ديفيد اضطرهم إلى السماح بالذهاب للوسط، لكن الذي حدث خروج بضعة عشرات من الآلاف.
ويوضح أنه خلال الساعات الأخيرة بدا الهدف المباشر أنه التأثير على تحسين شروط عملية التفاوض.
ويضيف رئيس تحرير الشعب أن اتفاق المعابر 2005 هو ما يجعل إسرائيل دولة محتلة حتى ولو لم تكن موجودة على الأرض، مشيرا إلى أنه لا يوجد في التاريخ ولا القانون الدولي أرض محتلة بدون محتل، ولكن ما حصل أنهم في 2005 انسحبوا، وكلفوا مبارك بالسيطرة على المعابر مع الأردن وعباس والأوروبيين.
ويقول لـ”رأي اليوم” إننا الآن بين العقيدة وخطر الحرب، مشيرا إلى أننا نريد تجنب الحرب منذ 50 سنة ، فماذا جنينا؟
ويقول إنه طالما كان خيار إدخال المساعدات بالقوة مستبعدا، ستظل الكفة راجحة لإسرائيل وستحقق هدفها فيما تسميه ” الخروج الطوعي!”.
ويقول إننا نحن من لا يلتزم بالقانون الدولي الذي يحتّم على الدول المجاورة للبلدان المحتلة إدخال المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أن مصر نفسها ربما تتعرض للمساءلة القانونية الدولية- كدولة مجاورة- إذا لم تدخل المساعدات.
وعن الموقف الذي يراه لازما الآن، يقول “مجدي حسين”: “على مصر أن تستدعي العرب والمسلمين، وكثير منهم مستعدون لتلبية النداء فورا (اليمن مثلا) لإدخال المساعدات بالقوة، ولا حل إلا هذا، لاسيما أن العالم كله معك، شعوبا وقرارات دولية ومنظمات”.
وقال إن مجرد التفاوض على إدخال الطعام والشراب أمر غير منصوص عليه في القانون الدولي ولا المنطق يقبله ولا الدين، موجها اللوم للوسطاء الذين قبلوا أن يكون الطعام والشراب مجالا للمساومة.
ويؤكد أن مصر قادرة على إدخال المساعدات بالقوة، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي منهك ولا داعي للخوف منه، مذكّرا بقول الله تعالى “كُتب عليكم القتالُ وهو كرهٌ لكم”.
ويختتم مؤكدا أنه طالما الشعوب العربية صامتة، فلن يحدث شيء، لافتا إلى أن الشعوب الأوروبية هي التي تقوم بما هو واجب علينا نحن، وما انتفاضة الأمريكيين من أجل عدم ترحيل طالب فلسطيني منا ببعيد.
من جهته يرى الكاتب الصحفي جلال عارف نقيب الصحفيين المصريين الأسبق أنه لا شيء يأتى مجاناً، ولا أحد سيلتفت للعالم العربى إلا إذا كان موحد الموقف وقادراً على استخدام أوراق القوة التى يملكها لدرء المخاطر الهائلة على أمنه القومي.
ويضيف أنه برغم العواصف العاتية فى كل المنطقة ستظل فلسطين هى القضية الأساسية التى تستلزم حشد كل الجهد لإقرار الحق الفلسطينى باعتباره مفتاحاً للأمن العربى كله، لافتا إلى أن أهم ما فى الخطة المصرية «التى أصبحت عربية وإسلامية ودولية» هو أنها انطلقت من إعمار غزة الى الحل الشامل والمستدام للقضية الفلسطينية وهى ما ينبغى التركيز عليه فى كل تفاوض قادم.
وقال إن مصر لم تقدم مخططاً للإعمار فقط، ولكن رؤية شاملة للحل السياسى وللسلام العادل، ولهذا تبناها العالم كله، ولم ترفضها إلا إسرائيل.. بينما الولايات المتحدة انتهت الى التعامل معها بإيجابية، والرئيس ترامب يعود للواقع، وحكاية «ريفييرا الشرق الأوسط» تنتهى كما انتهت تهديدات «الجحيم».
ويضيف “عارف” أن الطريق الى السلام العادل مازال طويلاً، لكن ما تحقق فى أسابيع من العمل السياسى والجهد الدبلوماسى المصرى والعربى ليس قليلًا، مشيرا إلى أن فى يدنا «الى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية» خطة العمل وخارطة الطريق الى السلام العادل وأمامنا الكثير من العقبات ولدينا الكثير من أوراق القوة والعالم يتغير.
ويوضح أنه ليس سهلاً فى ظل الأوضاع الحالية أن يقول مبعوث ترامب لشئون الرهائن «آدم بوهلر» بعد انكشاف لقاءاته السرية مع ممثلى «حماس» إنه يتفهم مخاوف إسرائيل، ولكن- كما يقول- الولايات المتحدة ليست وكيلاً لإسرائيل، ولديها مصالح محددة فى اللعبة!

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close