عودة مثيرة على مقعد مدرب منتخب مصر.. منافسة شديدة بين الشناوي وشوبير في عقل ريبييرو اليوم

بدأ المدرب الإسباني خوسيه ريبييرو الاعتماد على مصطفى شوبير كحارس مرمى أساسي للنادي الأهلي، بعد مرور جولتين من الدوري المصري الممتاز، متجهًا نحو تعزيز مركز حراسة المرمى بأسلوب يتماشى مع فلسفته في اللعب الذي يعتمد على بناء الهجوم من الخلف.

فهم فلسفة ريبييرو في تشكيل الأهلي وحراسة المرمى

يركز خوسيه ريبييرو على ضخّ دماء شابة ضمن تشكيلة الفريق، مع الالتزام بأسلوب بناء اللعب انطلاقًا من حراسة المرمى وهو ما ظهر جليًا في اختياره مصطفى شوبير بدلاً من محمد الشناوي، اللاعب المخضرم والذي كان يعتبر الخيار الأول للمركز لسنوات عديدة. خلال فترة الإعداد التي قضاها الفريق في طبرقة بتونس، بدأ المدرب الإسباني في ترسيخ قناعاته هذه بعد الأداء في كأس العالم للأندية، إذ شهدت المباريات الثلاث التي قادها من خلالها ثلاثة تعادلات وخسارة واحدة دون تحقيق انتصار. هذا التوجه ينبع من خبرته السابقة مع أورلاندو بايرتس، بحسب ما أشار له الصحفي الجنوب أفريقي لورينز كولر، الذي أكد أن ريبييرو يُفضّل دمج اللاعبين الشباب ويضع ثقة كبيرة في تطويرهم.

دور مصطفى شوبير في استراتيجيات ريبييرو وحراسة المرمى

اعتماد ريبييرو على مصطفى شوبير لا يقتصر على كونه حارسًا شابًا، بل يعود أيضًا إلى مهاراته الفنية التي تتناسب مع أسلوب اللعب الذي يعتمده المدرب؛ حيث يُطلب من الحارس المشاركة بشكل فعال في بناء الهجمات من الخلف بالتمريرة والتوزيع الصحيح. أشار الصحفي الجنوب أفريقي مذوكوزيسي دوبى إلى أن ريبييرو خلال فترة تدريبه لأورلاندو بايرتس، كان يفضل الحراس الذين يمتازون باللعب بالكرة والثقة في التوجيه؛ وهو ما يراه حاضرًا في شخصية شوبير. حتى بعد استقبال شوبير ثلاثة أهداف في أول مباراتين له مع الأهلي في الدوري، عبّر ريبييرو عن ثقته في الحارس، مؤكدًا أن مركز حراسة المرمى يحتاج لاعبًا واحدًا يتقن فنونه، دون التركيز على الأخطاء الفردية.

مقارنة بين مصطفى شوبير ومحمد الشناوي في بناء اللعب وحراسة المرمى

تثبت الإحصاءات أن مصطفى شوبير يتفوق بشكل واضح على محمد الشناوي في نسبة التمريرات الدقيقة، وهو العنصر الأهم بالنسبة لمدرب يعتمد على بناء اللعب من الخلف. وفقًا لموقع “سوفا سكور”، بلغت نسبة التمريرات الصحيحة لشوبير في الدوري المصري الممتاز موسم 2024/2025 حوالي 79%، بينما كانت نسبة الشناوي 63% فقط. هذه الأرقام تكشف عن الفرق في الأداء الفني بين الحارسين، مما يفسر توجه ريبييرو للدفع بالشاب شوبير، المتوافق مع فكره التكتيكي. هذا الكم من التمريرات الدقيقة يُسهل على الفريق بناء الهجمات بشكل تدريجي وممنهج، خاصة في دوري يُطالب فيه بالسرعة والتنظيم في الانتقالات من الدفاع للهجوم.

بهذا الأسلوب، يتركز تفكير ريبييرو على بناء فريق متجانس يعتمد على الشباب والمهارات الفنية الحديثة، على عكس الهجمات المباشرة أو الاعتماد الكلي على الخبرة فقط، وهو ما يُوقع الأهلي في مسار تطويري جديد تحت قيادته.