قرار جديد في 2025.. هل ينهي الذكاء الاصطناعي مستقبل مواقع الإنترنت؟

بدأت حركة البحث على الإنترنت تتأثر بشكل كبير بسبب صعود الذكاء الاصطناعي، الذي يغير بشكل جذري طريقة استخدام الناس للويب المفتوح، مما أدى إلى تغير أنماط التصفح التقليدية وانخفاض كبير في حركة المرور على مواقع الإنترنت المختلفة. هذا التحول يؤثر بشكل واضح على استراتيجيات الإعلانات والاشتراكات التي تعتمد عليها المواقع كمصدر رئيسي للدخل، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد الرقمي في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي على البحث والإجابة المباشرة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على حركة البحث وزيارة مواقع الإنترنت

شهد العام الأخير تغيراً ملحوظاً في استخدام الإنترنت بعد انتشار تطبيقات دعم الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي، الذي يوفر للمستخدمين إجابات سريعة دون الحاجة إلى زيارة العديد من المواقع المتخصصة؛ فقد أظهر تقرير لشركة OpenAI أن أكثر من 800 مليون شخص يستخدمون هذا التطبيق، ما أدى إلى انخفاض حركة البحث التقليدي في متصفح Safari بنسبة ملحوظة، وأكدت شركة Similarweb انخفاض حركة المرور العالمية على نطاق واسع بنحو 15% خلال العام المنصرم؛ وقد كان التأثير واضحًا على عدة فئات من المواقع، حيث خسرت مواقع العلوم والتعليم نحو 10% من زوارها، بينما تراجعت زيارة مواقع المراجع بحوالي 15%، ووصلت خسائر مواقع الصحة إلى 31%، مما يعكس التحول الكبير في سلوك المستخدمين على الإنترنت بفضل الذكاء الاصطناعي.

الخسائر الاقتصادية لمواقع الإنترنت بسبب تغير نمط البحث عبر الذكاء الاصطناعي

يؤدي تراجع حركة المرور إلى تقليص الإيرادات الناتجة عن الإعلانات والاشتراكات، وهو ما يعاني منه كبار الناشرين الرقميين؛ حيث أشار نيل فوجل، رئيس شركة Dotdash Meredith، إلى انخفاض حركة المرور من جوجل التي كانت تمثل سابقًا أكثر من 60%، إلى نحو منتصف الثلاثينيات؛ ويرى أن هذا التغيير يشكل انتهاكًا واضحًا للمحتوى، معتبرًا أن محركات البحث الجديدة تعتمد على سرقة المحتوى لصالحها؛ ومن جانبها، تؤكد جوجل أن استخدام المحتوى من المصادر الأخرى عادل، لكن نسبة عمليات البحث التي لا تفضي للنقرات ازداد من 56% إلى 69% بعد إطلاق معاينات الذكاء الاصطناعي، فيما تحذر ويكيبيديا من أن الملخصات المولدة بالذكاء الاصطناعي تعيق وصول المستخدمين للمصادر الأصلية، مما يؤثر سلبًا على المساهمة في المحتوى وتوثيقه.

الاستجابة القانونية والتنظيمية لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي على مواقع الإنترنت

تتصاعد نزاعات حقوق النشر والملكية الفكرية بين المواقع المتخصصة وشركات الذكاء الاصطناعي مثل أوبناي وبيربلكسيتي، حيث تتخذ بعض المواقع إجراءات قانونية، بينما تلجأ أخرى إلى إبرام اتفاقيات تضمن تدفقًا جزئيًا للزيارات والإعلانات مقابل تعويضات مالية؛ ومن الأمثلة على ذلك اتفاقية نيوز كورب مع أوبناي، والمقاضاة التي ترفعها شركاتها الفرعية ضد بيربلكسيتي، بالإضافة إلى تعاون صحيفة نيويورك تايمز مع أمازون؛ كما يُبحث عن حلول تقنية مثل نظام دفع يسمح للمواقع بفرض رسوم على برامج زحف الويب لضبط الوصول إلى المحتوى وتحقيق دخل جديد، في محاولة لوضع قواعد مناسبة لهذا الواقع، رغم أن هذه التجارب ما زالت في مراحلها المبكرة، بينما تستمر وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست في جذب الجمهور، فيما يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد يمثل التحدي الأكبر الذي يفرض ضرورة تطوير مواقع الإنترنت لآليات تحقق بها الاستمرار.

الفئة نسبة خسارة الزوار
مواقع العلوم والتعليم 10٪
مواقع المراجع 15٪
مواقع الصحة 31٪