بولسونارو أمام مناصريه: حرماني من الترشح “إنكار للديموقراطية” في البرازيل

بولسونارو أمام مناصريه: حرماني من الترشح “إنكار للديموقراطية” في البرازيل

ريو دي جانيرو (البرازيل)- (أ ف ب) – اعتبر الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الذي يواجه احتمال الخضوع لمحاكمة بتهمة تدبير محاولة انقلاب، امام آلاف من مناصريه الأحد، أن منعه من الترشح لإعادة انتخابه العام المقبل “إنكار للديموقراطية”.
واعتلى الرئيس السابق (2019-2022) قرابة الساعة 10,15 (13,15 بتوقيت غرينتش) المنصة بعد أن شق طريقه عبر آلاف المتظاهرين على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو.
وقال “أريد أن أقول لأولئك الذين لا يحبونني في برازيليا إن الانتخابات بدون بولسونارو هي إنكار للديموقراطية في البرازيل”.
ورفع على المنصة ملصق يبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرفع قبضته، بعد الهجوم الذي تعرض له خلال الحملة الانتخابية في بنسلفانيا في تموز/يوليو.
وجاء في فيديو نشره بولسونارو الذي تولى رئاسة البرازيل من العام 2019 حتى العام 2023، على منصة للتواصل الاجتماعي “لنوجه رسالة إلى البرازيل والعالم”.
وقال خوسيه دي سوزا فيتورينو، أحد المتظاهرين وجندي سابق يبلغ 64 عاما، لوكالة فرانس برس “أنا هنا لأنني أريد أن أترك لأطفالي البرازيل بحال أفضل. نحن نعيش في مرحلة مظلمة”.
والهدف المعلن للتظاهرة هو المطالبة بعفو عن مئات المدانين بأعمال شغب شهدتها العاصمة برازيليا في الثامن من كانون الثاني/يناير 2023، حين اقتحم مناصرون لبولسونارو القصر الرئاسي ومقري الكونغرس والمحكمة العليا.
وطالب المتظاهرون الجيش بعزل الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي كان قبل أسبوع من ذلك قد أدى اليمين الدستورية بعد فوزه على بولسونارو في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2022.
وأعادت أعمال الشغب إلى الأذهان اقتحام مناصرين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حليف بولسونارو، مقر الكونغرس في واشنطن، قبل عامين.
ودان بولسونارو “عمليات النهب والاقتحام” التي جرت في وقت كان موجودا في الولايات المتحدة، لكن النيابة العامة تعتبر أن أعمال الشغب كانت جزءا من مؤامرة إجرامية دبّرها الرئيس السابق لإطاحة لولا والعودة إلى السلطة.
– “إلى الآن أنا مرشح” –
الخميس، رفضت النيابة العامة حجج الدفاع الذي اعتبر أن المحكمة العليا تفتقر إلى الاختصاص لمحاكمة بولسونارو، إلى جانب 33 شخصا آخر، بينهم وزراء سابقون وضباط كبار.
وفي 25 آذار/مارس، ستنظر المحكمة العليا في ما إذا كانت الأدلة كافية لمحاكمة بولسونارو الذي يواجه في حال إدانته عقوبة الحبس لأكثر من 40 عاما.
يقول بولسونارو الذي يُطلَق عليه لقب “ترامب المناطق الاستوائية”، إنه ضحية اضطهاد سياسي يرمي إلى قطع الطريق على ترشحه لولاية رئاسية ثانية في الاستحقاق المقرّر العام 2026.
وبولسونارو صادر بحقه قرار قضائي قضى بعدم أهليته لشغل أي منصب عام حتى العام 2030 على خلفية إطلاقه ادعاءات لا أساس لها بأن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل يشوبه تزوير، لكنه يأمل إلغاء القرار.
وقال الأربعاء “إلى الآن أنا مرشح”.
واضاف “لماذا أحرم نفسي من رصيدي السياسي لدعم مرشح آخر؟ سأنتظر اللحظة المناسبة”.
ويأمل أن يعود إلى سدة الرئاسة أسوة بما حقّقه ترامب رغم مشاكله القانونية، وأن يستخدم الرئيس الأميركي الذي يحوز إعجابه، “نفوذه” لصالحه.
وفي كوباكابانا، قالت المتظاهرة باتريسيا سانتوس (41 عاما) لوكالة فرانس برس “إنهم يحاولون إيداعه السجن حتى لا يتمكن من الفوز في الانتخابات، لكنهم لن ينجحوا”.
واعربت مقدمة الرعاية لوسيا فاطمة دي سوزا (60 عاما) عن أملها في أن “يكون مرشحا في 2026”.
– مخاوف –
وقال المحلل السياسي المستقل أندريه روزا لوكالة فرانس برس إن الهدف الحقيقي من الدعوة إلى تظاهرة الأحد هو تمكين بولسونارو من “توجيه رسالة إلى منافسيه اليمينيين… وإعادة تأكيد نيّته الترشح في 2026”.
ويحجم بولسونارو عن تأييد مرشح آخر، علما أن حاكم ولاية ساو باولو والوزير السابق في عهده، تارسيسيو دي فريتاس، الذي يتمتع بشخصية أكثر اعتدالا، يعد من الشخصيات المرشحة لتولي القيادة.
كما يبرز خيار آخر أمام الرئيس السابق هو تسمية أحد أفراد عائلته، مثل زوجته ميشيل أو ابنه الثالث، عضو الكونغرس إدواردو بولسونارو.
وتسود معسكر لولا مخاوف على صلة باستمرارية الرئيس اليساري البالغ 79 عاما وسط قلق على وضعه الصحي وشعبيته المتراجعة على خلفية التضخّم.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close