تنظيم نقابي مغربي كبير ينسحب من الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن فلسطين احتجاجًا على “المساس بوحدة التراب الوطني”.. وتساؤلات حول احتمال جهات نقابية شيوعية “تربطها علاقة بإيران”

تنظيم نقابي مغربي كبير ينسحب من الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن فلسطين احتجاجًا على “المساس بوحدة التراب الوطني”.. وتساؤلات حول احتمال جهات نقابية شيوعية “تربطها علاقة بإيران”

 
   الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني:

أعلنت “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل” (اتحاد نقابي كبير) بشكل رسمي اليوم الخميس عن انسحابها من “الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن فلسطين”، وذلك احتجاجاً على مسألة تمس الوحدة الترابية للمغرب.

وجاء هذا القرار بعد اكتشاف استبعاد جزء من الصحراء الغربية من الخريطة الموجودة في الهوية البصرية (اللوغو) الخاصة بالجبهة.
 
وفي رسالة موجهة إلى قيادة الجبهة، عبّرت النقابة عن أسفها لعدم تجاوب الجبهة مع ملاحظاتها التي أرسلتها في 20 فبراير 2025، بشأن “هذا الذي وصفته ب”الخطأ المتعمد.
 
وذكر الاتحاد النقابي في رسالته أنه كان من بين المؤسسين والداعمين للجبهة إيماناً منه بعدالة القضية الفلسطينية، وأن انسحابه يأتي رفضاً “للمساس “بوحدة التراب الوطني التي تعتبرها مسألة مصيرية لا تقبل المساومة.
 
ومع تصاعد هذا النقاش، سارعت الجبهة إلى تعديل الشعار المثير للجدل، في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، لاسيما أن الجبهة تضم عدداً من التنظيمات السياسية والنقابية المغربية البارزة.
 
ومن بين المنظمات المؤسسة للجبهة الحزب الاشتراكي الموحد، ومنظمة “متضامنون”، و”تيار المناضل”، إلى جانب الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، وفيدرالية النقابات الديمقراطية، وجمعية “أطاك المغرب”، إضافة إلى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فضلاً عن منظمات من فلسطين والعراق والسودان وليبيا وإيران ومصر والأردن.
 
مصادر من داخل الجبهة كشفت عن وجود مطالبات داخلية بمزيد من الوضوح حول هذه القضية لضمان احترام الوحدة الترابية للمغرب، مع الحفاظ على تماسك الجبهة في دعم القضية الفلسطينية.

كما تزايدت التساؤلات حول الأطراف التي قد تكون وراء هذا الخطأ، بما في ذلك احتمال تورط جهات نقابية مرتبطة بالتوجهات الشيوعية، خصوصاً تلك التي تربطها علاقة بإيران.
 
في هذا الإطار، أكد يونس فيراشين، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لـ”هيسبريس” أن النقابة لن تقبل بأي مساس بالوحدة الترابية للمملكة، رغم استمرارها في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأضاف أن الجبهة قامت بتعديل الشعار بعد مراسلة الكونفدرالية، لكنه أكد أن النقابة ما زالت تنتظر توضيحات تفصيلية حول ملابسات الواقعة، خاصة أن المراسلة الأولى لم تلقَ أي رد رسمي.
 
من جانب آخر، عبّر مصطفى مريزق، الكاتب العام لفيدرالية النقابات الديمقراطية، عن دعمه للموقف الثابت للكونفدرالية، مشيراً إلى أن الوحدة الترابية للمغرب هي مسألة لا تحتمل أي غموض.

وأكد أنه كان قد شدد على ضرورة الاتفاق على الهوية البصرية للجبهة منذ البداية، وأنه دافع عن أن قضايا مثل “التطبيع هي شؤون سيادية “لا ينبغي الخوض فيها في سياق العمل النقابي.
 
واختتم مريزق حديثه بالتأكيد على ضرورة إصدار توضيحات رسمية من الجبهة لتفسير أسباب الخطأ، مع أهمية ضمان استمرارية الدفاع عن القضية الفلسطينية بالتوازي مع الحفاظ على الوحدة الوطنية.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: