800 جنيه تراجع جديد في أسعار الذهب اليوم.. توقعات بسقوط قوي خلال الفترة المقبلة

يستمر تذبذب أسعار العقود الآجلة للذهب وسط التطورات المتسارعة على جبهة التجارة الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة بعد مرور فترة حاسمة منذ 15 أغسطس 2025، حيث لم يُسجل أي اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا؛ ما دفع المستثمرين إلى متابعة موقف الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات خفض أسعار الفائدة، مما يؤثر على تحركات سوق الذهب بشكل مباشر.

تأثير التطورات السياسية على أسعار العقود الآجلة للذهب في ظل النزاع الروسي الأوكراني

تُعد العلاقة المتوترة بين روسيا وأوكرانيا العامل الرئيسي الذي يحرك أسعار العقود الآجلة للذهب، خاصة مع تراجع الرئيس الأمريكي السابق ترامب عن موقفه الحازم الذي اتخذه سابقًا بشأن فرض عواقب شديدة على روسيا في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار؛ هذا التراجع أتاح لدببة الذهب فرصة للبقاء متحكمين في السوق لفترة أطول، في حين استمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدفع بدعم كييف وممارسة الضغط على موسكو حتى الوصول إلى سلام مستقر ودائم في المنطقة. من جهة أخرى، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن لقائه المرتقب مع ترامب في واشنطن، عقب قمة ترامب مع بوتين في ألاسكا التي انتهت دون تحقيق إنجازات، يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. أكد زيلينسكي أن الحديث مع ترامب كان طويلًا وجوهريًا، مشيرًا إلى المناقشة المفصلة حول إنهاء الحرب، كما شدد على أهمية مشاركة أوروبا وأمريكا في ضمان الأمن الأوكراني بشكل موثوق.

التأثير المتوقع لاتفاقيات التجارة الجمركية الأمريكية الروسية على تحركات الذهب

يترك الاتفاق المرتقب بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن التجارة الجمركية أثرًا واضحًا على أسعار العقود الآجلة للذهب، خصوصًا في ظل انتظار موقف واضح من الرئيس الروسي بوتين، الذي سيلعب دوره حاسمًا في رسم ملامح السوق المستقبلية. في الوقت ذاته، فإن سياسة زيلينسكي المرتقبة، والتي تهدف إلى زيادة الضغوط الدبلوماسية بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، قد تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد الاقتصادي، مما ينعكس على تقلبات الذهب. التحركات التي شهدها الذهب خلال الأيام الماضية تعكس شكلاً من التردد بين الثيران والدببة؛ إذ تكررت حركة مماثلة لما حدث في 8 أغسطس بعدما شهدت العقود الآجلة تقلبات حادة بين مستويات 3448 و3536 دولارًا، قبل الإغلاق عند 3492 دولارًا.

تحركات الذهب المستقبلية في ظل سيطرة التردد وغياب اتفاقات واضحة بين القوى العالمية

شهدت أسعار سبائك الذهب ارتفاعًا لثلاثة أيام متتالية بعد إعلان الرئيس الأمريكي إبقاء السبائك خارج دائرة التعريفات الجمركية؛ غير أن تراجعه عن تمديد فرض رسوم جمركية صارمة على الصين لمدة 90 يومًا آخر دفع الذهب إلى حالة من التردد، خصوصًا في ظل انتظار نتائج مفاوضات التعريفات الجمركية مع روسيا. إذا انتهت هذه الصفقة بنتائج سلبية، فإن ردود فعل المستثمرين قد تكون أكثر حدة، إلا أن إشارات ترامب الاستباقية بإمكانية التفاوض في حال اتفقت روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار تتيح لنشاط دببة الذهب استمرارية مع احتمالية فقدان الذهب لصفته كملاذ آمن عند الأسعار الحالية. من الناحية الفنية، يعد مستوى 3510 دولار حاجزًا قويًا واجهت عنده العقود الآجلة مقاومة شديدة من قبل الدببة، وإذا تم الانهيار دون المتوسط المتحرك البسيط 50 DMA عند 3379 دولارًا، فقد يستهدف الذهب اختبار المتوسط المتحرك 100 DMA عند 3325 دولارًا، قبل الوصول إلى دعم إضافي يتراوح بين 3210 و28 أغسطس 2025 لمتابعة تحركات السوق.

تُشير المعطيات الأخيرة إلى أن أسعار العقود الآجلة للذهب لا تزال تعاني من حالة تردد واضحة بين المزايدين والمخاطر الاقتصادية؛ لذلك، فإن تكامل الأحداث السياسية والاقتصادية سيلعب الدور الأكبر في تحديد الاتجاه القادم للذهب خلال الفترة القادمة، مع احتمالية ارتفاع ضغط دببة الذهب في حالة غياب أخبار إيجابية ملموسة أو اتفاقات واضحة في القمة الروسية الأمريكية.