بعد احتلاله لشهور… الشرطة تبدأ بإجلاء مئات المهاجرين من مسرح باريسي

وزير خارجية أوكرانيا: قادرون على تحقيق السلام العادل في عهد ترمب

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده ليست عقبة في طريق التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، ويعتقد أنها قادرة على تحقيق سلام عادل ودائم تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأضاف خلال مؤتمر في نيودلهي أن أوكرانيا تنتظر استيضاح الصورة بشأن عملية السلام بعد محادثة متوقعة بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في وقت لاحق من اليوم، في خطوة يتوقع أن تكون مفصلية باتّجاه وضع حد للحرب في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات على الغزو الروسي.

وعبّر الطرفان عن تفاؤلهما حيال المحادثات التي بوشرت في الفترة الأخيرة بين واشنطن وموسكو، لكنهما اتفقا على أنه لا يمكن حل أبرز المسائل العالقة بشأن الاتفاق الرامي إلى التوصل إلى هدنة مدتها 30 يوماً إلا من خلال إجراء اتصال على أعلى المستويات.

ووافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار، لكنَّ كييف والعواصم الأوروبية على حد سواء تشتبه في أن بوتين يعمل على المماطلة، وتتساءل عمّا إذا كان ترمب على استعداد للضغط على الرئيس الروسي الذي يبدو عازماً على استئناف العلاقات معه.

وقال ترمب لصحافيين أمس: «سنُجري اتصالاً مهماً جدّاً… نقترب من مرحلة حاسمة للغاية»، مضيفاً أنه «تم الاتفاق على كثير من عناصر اتفاق نهائي، لكن ما زال هناك كثير الذي ينبغي فعله».

وتابع: «أتطلع كثيراً إلى الاتصال بالرئيس بوتين».

وبينما قال بوتين، الأسبوع الماضي، إنه يوافق على فكرة وقف إطلاق النار، إلا أنه أشار إلى أن لديه «أسئلة جديّة» بشأن كيفية تطبيقه يرغب في بحثها مع ترمب.

وفي وقت تحتل موسكو أجزاء واسعة من جنوب أوكرانيا وشرقها، أوضح مسؤولون أميركيون أنه سيتعيّن على أوكرانيا على الأرجح التخلي عن أراضٍ في إطار أي اتفاق.

وأفاد ترمب، أول من أمس، بأنه وبوتين سيبحثان «تقاسم أصول معيّنة» من بينها أراضٍ ومحطات للطاقة، في إشارةٍ واضحة إلى محطة زابوريجيا النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا والخاضعة لسيطرة موسكو والتي تعد الأكبر في أوروبا.

خلاف أميركي – أوكراني

شهدت عودة ترمب إلى البيت الأبيض تحولاً شاملاً في السياسة الأميركية حيال أوكرانيا.

فاجأ الرئيس الأميركي العالم لدى إعلانه الشهر الماضي أنه تحدّث إلى بوتين، في اتصال عُدَّ تخلياً عن المساعي الغربية لعزل الرئيس الروسي ما دامت قواته تواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وقال مذَّاك إنه تحدّث «مرّات عدة» مع الرئيس الروسي، علماً بأنه سبق وعبَّر مراراً عن إعجابه به، رغم أنه لم يجرِ الإعلان رسمياً عن أيٍّ من تلك الاتصالات.

وعقد مبعوث ترمب الخاص ستيف ويتكوف، اجتماعاً استمر ثلاث ساعات مع بوتين الخميس الماضي، في موسكو لعرض تفاصيل خطة وقف إطلاق النار المشتركة التي تنص على وقف القتال لمدة 30 يوماً.

لكن مع تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو، باتت علاقات الولايات المتحدة مع أوكرانيا أكثر تعقيداً.

وقع سجال علني نقلت تفاصيله شاشات التلفزة بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي يوم 28 فبراير (شباط)، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعليق مساعدات عسكرية لكييف بمليارات الدولارات مؤقتاً.

وعاد زيلينسكي لاحقاً ليوافق على خطة وقف إطلاق النار وعلى اتفاق يمنح الولايات المتحدة الأفضلية في الوصول إلى معادن نادرة في أوكرانيا.

«عانى الأمرّين»

مع ذلك، ردَّ زيلينسكي بغضب على تصريحات بوتين الأخيرة، متهماً إيّاه بالسعي لإطالة أمد القتال من أجل تحسين وضع موسكو على الأرض.

تتقدّم روسيا في عدة مناطق على خط المواجهة منذ أكثر من عام.

وتباهت موسكو تحديداً في الأيام الأخيرة بهزيمة القوات الأوكرانية ودفعها إلى الخروج من منطقة كورسك في غرب روسيا، علماً بأن كييف كانت تعدّ السيطرة على هذه المنطقة ورقة مساومة مهمة بالنسبة إليها.

وتصاعدت المخاوف في أوساط الحلفاء الغربيين بشأن تقديم ترمب الكثير لبوتين من دون مطالبته بتنازلات.

أكد ترمب مراراً رغبته في وقف سفك الدماء مهما كان الثمن، كما أنه يسعى إلى تنفيذ تعهد حملته الانتخابية عام 2024 بوضع حد سريع للقتال.

وأفاد الرئيس الأسبوع الماضي بأنه قادر على فرض عقوبات اقتصادية «مدمّرة» على روسيا إذا لزم الأمر لكنه أعرب عن أمله في ألا يضطر إلى ذلك، وفي أن يتوصل بوتين إلى اتفاق.

وتباهى الرئيس الأميركي مراراً بعلاقته القوية مع بوتين.

وخلال السجال مع زيلينسكي، قال ترمب إن «بوتين عانى الأمرّين إلى جانبي»، في إشارة إلى التحقيق الذي جرى خلال ولايته الأولى لتحديد إن كانت حملته الانتخابية عام 2016 تواطأت مع موسكو.

close