زهير الشرمان: الضربات الأمريكية على اليمن تصعيد جديد في معادلة البحر الأحمر
زهير الشرمان
في 15 آذار 2025، نفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وفقا للسلطات الصحية التي يديرها الحوثيون. جاءت هذه الضربات كرد مباشر على الهجمات المتكررة التي تستهدف حركة الملاحة في البحر الأحمر، والتي تهدد واحدا من أهم الممرات التجارية في العالم، مما أثار قلقا دوليا واسعا بشأن استقرار المنطقة وأمن التجارة العالمية.
البحر الأحمر ليس مجرد ممر مائي عادي، بل هو شريان رئيسي يربط بين الشرق والغرب، تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية، لا سيما إمدادات الطاقة. في الأشهر الأخيرة، كثف الحوثيون من عملياتهم ضد السفن التجارية، ما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى التدخل لحماية الملاحة الدولية ومنع تفاقم الأزمة.
واشنطن ترى أن هذه الضربات لم تكن فقط لوقف الهجمات الحوثية، بل جاءت كرسالة واضحة إلى إيران، التي تعتبرها الداعم الرئيسي للجماعة. وبينما تنفي طهران أي تورط مباشر، فإن الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه للحوثيين ليس سرا، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
استهداف منصات الصواريخ ومراكز القيادة الحوثية لم يكن مجرد رد فعل عسكري، بل خطوة مدروسة تحمل دلالات استراتيجية أعمق. واشنطن تسعى من خلال هذا التصعيد إلى ترسيخ هيمنتها البحرية في المنطقة، وإعادة تأكيد دورها كقوة ضامنة لأمن الممرات البحرية. كما تهدف إلى فرض معادلة جديدة تمنع الحوثيين من الاستمرار في تهديد الملاحة الدولية.
الرسالة الأبرز كانت موجهة إلى طهران. رغم أن الضربات طالت الحوثيين بشكل مباشر، إلا أن مغزاها يتجاوز ذلك، فالولايات المتحدة تضع إيران أمام اختبار صعب إما التراجع عن دعمها العسكري للجماعات المسلحة في المنطقة، أو مواجهة ردود فعل أكثر حدة في المستقبل.
الرد الحوثي لم يتأخر، إذ توعدت الجماعة بالتصعيد، مؤكدة أن هذه الهجمات لن تثنيها عن ما وصفته بـالدفاع عن اليمن. المتوقع أن نشهد تكثيفا للهجمات على السفن في البحر الأحمر، وربما عمليات تستهدف مصالح أمريكية أو غربية في المنطقة، وهو ما قد يدفع الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.
لكن يبقى السؤال الكبير هل يمكن لهذا التصعيد أن يستمر دون أن يتحول إلى مواجهة إقليمية أوسع؟ في ظل الأوضاع الحالية، أي خطأ في الحسابات قد يشعل مواجهة أضخم، خاصة إذا قررت إيران الرد بطريقة غير مباشرة عبر تعزيز دعمها العسكري للحوثيين، مما سيعقد المعادلة أكثر.
هذه المواجهة لا تبدو قريبة من نهايتها. واشنطن تريد حماية مصالحها البحرية، والحوثيون يرون في التصعيد فرصة لتعزيز موقفهم سياسيا وعسكريا. مع دخول أطراف إقليمية ودولية على خط الأزمة، يبدو البحر الأحمر في طريقه ليصبح ساحة صراع ممتدة، لن تقتصر تداعياتها على اليمن فقط، بل قد تطال أمن المنطقة بأكملها.
الأسئلة الكبرى لا تزال بلا إجابات واضحة هل ستنجح الضربات الأمريكية في ردع الحوثيين أم أنها ستقود إلى تصعيد أكبر؟ وماذا سيكون رد فعل إيران على هذه التطورات؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة، فالتوترات تتصاعد، والمواجهة تبدو مفتوحة على كل السيناريوهات،
هل نحن أمام فصل جديد من الاحداث؟
كاتب اردني
[email protected]
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
الصفقة المنتظرة.. تعاون مصري قبرصي هيقلب الموازين في سوق الغاز
الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية بوعلام صنصال وتعتبرها شأنا داخليا
تراجع أسعار الألمنيوم مع تقييم المتداولين لعلامات ضعف الاقتصاد الأمريكي
أمير المنطقة الشرقية يُدشن النسخة العاشرة من مهرجان تمور الأحساء
احد المتاجر يفتح الحجز المسبق للعبة GTA 6 بسعر 112 دولار | سبورت ليب
تظلمات الشهادة الإعدادية في إدارة المقطم يثير الجدل.. تعرف علي السبب
للحفاظ على كليتيك- 7 عادات صباحية لا غنى عنها
ارتفاع أسعار القمح الروسي إلى أعلى مستوى منذ مايو 2023
لعبة Batman فردية جديدة قيد التطوير حاليًا لدى استوديو Rocksteady...
بث مباشر.. مشاهدة مباراة موناكو وستاد ريمس في الدوري الفرنسي
✓ امرأة سبعينية تستقبل شهر رمضان بوضع حدًّا لحياتها في الحسيمة