متى تتعلّم الأنظمة العربيّة من “نتنياهو” و”ترامب”؟!
د. كمال ميرزا
ماكينة القتل الصهيو – أمريكيّة تستأنف حرب إبادتها وتهجيرها ضدّ أهالي غزّة.
هذه المرّة يبدو أنّ مجرما الحرب “نتنياهو” و”ترامب” قد تعلما درسهما من الزعماء العرب!
“نتنياهو” يريد أن يهرب من تداعي جبهته الداخليّة، وتضييق الخناق عليه، وإحساسه بأنّ دوره كـ “كلب مسعور” قد أوشك على الانتهاء، وأنّ لحظة التخلّص منه تدنو يوماً بعد يوم، لذا ما هو الحل؟ المزيد من السعار، واللجوء إلى سياسة “لا صوت يعلو على صوت المعركة” التي طالما لجأ إليها الزعماء العرب من أجل إخراس شعوبهم وقمعها، وابتزازها في أمنها وأمانها، وإلهائها، ولفت أنظارها عن مفاسد حكمهم ومخازيه!
و”ترامب”، كلب الشركات وأرباب رأس المال المسعور الآخر، من خلال دعمه لـ “نتنياهو”، ومن خلال تصريحاته العنجهيّة تجاه غزّة، وتصريحاته الأكثر عنجهيّة تجاه اليمن، يريد أن يظهر بمظهر القويّ، وذلك على الطريقة الجاهليّة التي طالما لجأ إليها الزعماء العرب في قمع وترويض شعوبهم: أضربُ الضعيف ضربة يخاف منها القويّ!
وأكثر ما يستفزّ هنا ويبعث على المهانة والخزي أنّ دماء أطفال ونساء ورجال وكهول غزّة واليمن هذه المرّة ليست وقوداً لمخطّط صهيونيّ إمبرياليّ رأسماليّ كبير.. بمقدار ما أنّ هذه الدماء الزكيّة قد باتت مجرد ورقة يستخدمها وغدين مثل “نتنياهو” و”ترامب” بكلّ خسّة في مناوراتهما وحروبهما السياسيّة الداخليّة.
لكن يسجّل لـ “نتنياهو” و”ترامب” هنا إدراكهما أحد أبسط دروس السياسة وأبجديّاتها: لا شيء يمكن أن يوحّد الجبهة الداخليّة، ويحشد الجموع وراء حكّامها أيّاً كان مقدار انحطاط هؤلاء الحكّام، مثل عدوّ خارجيّ مشترك، وتهديد خارجيّ مشترك، وخطر خارجيّ مشترك.. حتى لو اضطروا لاختراع هذا العدو اختراعاً.
متى ستتعلّم الأنظمة العربيّة والإسلاميّة هذا الدرس؟
لا شيء يمكن أن يوحّد الشعوب العربيّة والإسلاميّة من المحيط إلى المحيط على قلب رجل واحد، ويقطع دابر الفتنة والطائفيّة والانقسام والتشرذم، ويغفر للأنظمة ما تقدّم من فسادها وموبقاتها.. سوى العداء لأمريكا والكيان الصهيونيّ، والخطر الأمريكيّ والصهيونيّ، وهو خطر ليس هناك حاجة لادّعائه أو اختراعه، بل هو خطر حقيقيّ وماثل وظاهر، لا يحاول أصحابه إخفاءه أو تمويهه أو تزويقه، ويجاهرون به بصفاقة ليل نهار!
“صدام حسين” أدرك هذا الدرس أو سلّم به متأخراً، وحاول أن يستدرك الأمر.. لكن هيهات، ما فات كان قد فات!
و”القذافي” كان يدرك هذا الدرس جيداً، ولكن دور المجنون الذي كان يتلذّذ بلعبه قد طغى على عقله!
و”بشار الأسد” أصرّ على مدار أربع عشر سنة على التعامي عن هذا الدرس وهذا الخيار الواضح وضوح الشمس حتى سقط وخلخل “محور المقاومة” من وراءه، مع أنّ حرباً مفتوحةً يعلنها على الكيان، إضافةً إلى إحراجها وتعريتها للمتآمرين ضدّ سوريا وأذنابهم وأدواتهم، ما كانت لتتسبب بنصف الدمار الذي لحق بسوريا جرّاء فهلوته السياسيّة!
أمّا “أبو محمد الجولانيّ” سابقاً “أحمد الشرع” حالياً فهو ليس في وارد مثل هذا الدرس ومثل هذا الخيار ولا في الأحلام!
وبالنسبة لبقيّة الأنظمة العربيّة والإسلاميّة فكيف يمكن لها أن تتعلّم هكذا درس، وهذا النظام منتشٍ بخطّته، وهذا منتشٍ بوساطته، وهذا منتشٍ بصهيونيّته التي يزاود بها على الصهاينة أنفسهم، وهذا منتشٍ بـ “الخاوات” الذي يدفعها للسيد الأمريكيّ ويظنّ أنّها ستحميه، وهذا منتشٍ ببرجماتيّته وغائيّته وذرائعيّته المتنكرة في لبوس إسلامويّ كاذب، وهذا منتشٍ بالسمسرات والعمولات والأتعاب التي يتقاضاها كيفما سارت الأمور ودارت الدوائر.. إلى آخر قائمة الـ (54) دولة عربية وإسلاميّة يُستثنى منها “إخوان الصدق” اليمن!
كلّ القتل والدمار السابق كوم (دون انتقاص ولو ذرّة واحدة من هوله وعظم شأنه)، والقتل الذي يجري وسيجري الآن كوم آخر لأنّه ممهور بطريقة بائنة بينونة كبرى لا سبيل لتمويهها أو تلطيفها بتخاذل الشعوب، وخيانة النخب، وتواطؤ الأنظمة و”ثوّار الناتو” و”مجاهدي البترو – دولار” و”فاتحي الباب العالي” و”أمراء الطوائف”!
كاتب اردني
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
صراع الصدارة وعودة الثقة.. الأهلي والزمالك في مواجهة نارية بـ الدوري المصري
"بي دبليو سي": مصر تدرس فرض ضرائب على شركاتها العاملة بالخارج
انقسام بين الجمهوريين حول خفض الإنفاق لتنفيذ تخفيضات ترمب الضريبية
محافظ بنك إنجلترا يحث أمريكا على معالجة المخاوف الاقتصادية العالمية من خلال الحوار
حماس أفرجت عن المحتجزين وباقي الأمر في يد نتنياهو
أبوريدة يناقش تعديلات كرة القدم باجتماعات إيفاب
من القاهرة.. رئيس الوزراء الفلسطيني يكشف مهام لجنة الإسناد المجتمعي في غزة
ارتفاع أسعار النفط إثر مخاوف اضطراب الإمدادات الروسية والأمريكية - سبورت ليب
"آلات" السعودية و"TKE" تؤسسان مشروعاً لتصنيع المصاعد بـ160 مليون يورو
عاجل| "حماس" توضح دلالات مشهد تسليم أسرى الاحتلال في قطاع غزة (فيديو)