مزهر جبر الساعدي: الخطة العربية لإعمار غزة.. استكمال لأهداف حرب المجازر الصهيونية في غزة
مزهر جبر الساعدي
الخطة العربية لإعمار غزة، التي تم اعتمادها من قبل مؤتمر القمة العربية الطارئة، هي اخطر من خطورة الكيان الصهيوني على القضية الفلسطينية، بل أن هذه الخطة تقدم طوق نجاة للكيان الاسرائيلي؛ ومعابر لتمييع القضية الفلسطينية. ان هناك وليس هذه الخطة فقط، خطط ظاهرها هو خدمة الشعب الفلسطيني، لكن باطنها هو خدمة مخططات الكيان الاسرائيلي. خطة العرب، عرب السلطات، فيها ربما الكثير من الفقرات المدفونة، اقول ربما، وليس تأكيدا. إنما الظاهر منها والذي هو معروف ومعلن، وغير خفي؛ هو تجريد المقاومة الفلسطينية من سلاح المقاومة، هذا اولا وثانيا على ان يكون اعمار غزة من دون ان يكون هناك وجود لحركة المقاومة الفلسطينية، التي تقاوم وتجاهد، من اجل تحرير ارض فلسطين من رجس الصهيوني.
اثناء كتابة هذه السطور المتواضعة، وحين رفعت رأسي لأنظر على شاشة التلفاز امامي المفتوح على احدى القنوات العربية؛ فوجئت بشن الكيان الاسرائيلي هجوما جويا على قطاع غزة. تركت الكتابة ومن ثم تابعت ما تنقله تلك القناة العربية ( سماء الاخبار العربية، عنوانها بالعربي). تجدد القتال في غزة بين حركة حماس واسرائيل. قتلت اسرائيل عددا من قيادات حماس. اسرائيل كانت قد اعدت خطة الهجوم وتركت الامر سريا الا من دائرة ضيقة حتى تباغت حماس. تركت هذه القناة، حولت المؤشر الى قنوات اخرى. احد مسؤولو حماس( المقاومة الفلسطينية) ان نتنياهو يريد من هذه الحرب ان تكون قارب نجاة له. مكتب نتنياهو؛ يؤكد ان الحرب سوف تتوسع وتستمر اذا لم يتم اطلاق المختطفين ويقصد هنا الاسرى. البيت الابيض يؤكد ان اسرائيل قد تشاورت معهم قبل بدء الحرب. السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، قال ان مجلس الامن سيعقد اجتماع لمناقشة الاوضاع في غزة. احد مسؤولو المقاومة الفلسطينية اكد ان اسرائيل لن تحقق في الحرب ما عجزت عنه في المفاوضات. رئيس اتحاد الديمقراطيين في اسرائيل قال ان نتنياهو يريد من الحرب انقاذ نفسه مما ينتظره من ملفات فساده. تركت التلفاز، او اغلقت التلفاز. بدأت بالعودة الى اكمال كتابة المقال.
يتحدث الكثير من عرب السلطة من انهم لن يطبعوا الا اذا توفر شرط او اجبار الكيان الاسرائيلي على القبول بشرط اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. هذا القول هو ذاته الذي قال به من طبع مع الكيان الاسرائيلي قبل سنوات قليلة جدا، لاتزال حاضرة امامنا، ولم يجبر الكيان على الالتزام بما قالوا دهاقنة السلطات العربية المطبعة. إنما هو العكس الذي حصل؛ فقد رفض علنا الكيان الاسرائيلي اقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل ان طاقم نتنياهو العنصري اعتبر حتى الحديث عنها، عن دولة للشعب الفلسطيني، ما هو الا جريمة بحق الدولة الاسرائيلية. كل دول الاتحاد الاوربي وحتى الصين وروسيا تقول ان لا حل لقضايا الشرق الاوسط حسب تسميتهم، للمشرق العربي وجواره، وصراعاته الا بإقامة دولة فلسطينية، لكن لاوجود لفعل يترجم هذا على الارض، وهم على حق في ذلك اقصد هنا الدول العظمى كروسيا والصين. فاذا كان هنا صاحب القضية، لا يقوم بما يجب عليه القيام به؛ من دعوة واسناد حقيقي وليس قولا فارغا لاوجود، او لا فعل له في الواقع.
وما اكثر ما لدى عرب السلطات من اوراق ضغط، لو قدر لهم او لو أرادوا استخدامها في خدمة قضيتهم؛ لتغيرت مواقف الكثير من الدول العظمى والكبرى لجهة قيامها بأسناد فعلي؛ لقضية العرب الكبرى فلسطين، سواء في المحفل الدولي او باي طريقة كانت.. أذا عرب السلطة ليس في قدرتهم او في امكانياتهم المعطلتين بإرادتهم؛ في ممارسة الضغط على امريكا وعلى غير امريكا؛ باستخدام قدراتهم وامكانياتهم، لدفع امريكا وغيرها بالضغط على الكيان الاسرائيلي بإيقاف مذابحه التي يستمر فيها الآن، بحق الشعب الفلسطيني في غزة وحتى في الضفة الغربية، كيف لهم ضمان تنفيذ اسرائيل حل الدولتين؟ انها اقوال للتخدير والتجهيل. يواصل الكيان الاسرائيلي محارقه في غزة امام صمت عربي واقليمي ودولي. هذا الصمت يشكل وصمة عار ليس على عرب السلطة فقط، بل على كل المجموعة البشرية دولا وشعوبا وانظمة انسانية واحزاب وقوى سياسية في كل بقاع الارض، وفي ارض العرب خصوصا.
الحقوق اية حقوق لا يمكن ان تتحصل عليها الشعوب التي تتعرض للظلم وسرقة الارض، وتهجير شعوبها، الا بالمقاومة لهذا المحتل والسارق للأرض، مهما كان ثمن المقاومة هي افضل كثيرا من الرضوخ والسكوت والصمت؛ الذي حتما يكون من نتائجه؛ هو التهجير، ولو كان بطرق ناعمة وعلى مراحل ربما تكون لزمن ليس بالقليل.
اذا، كيف يكون الاعمار، اعمارغزة مع تجريد الشعب الفلسطيني فيها من عوامل وعناصر قوته، من سلاح المقاومة، الا اذا كان الهدف هو قبول الشعب الفلسطيني او رضوخه للإرادة الباغية والمجرمة والمستهترة بكل قوانين السماء والارض معا، للكيان الاسرائيلي، مع الدعم الغير محدود من لدن امريكا ترامب. ان الهجوم الاسرائيلي الذي يجري الآن في هذه الساعة والدقيقة والثانية، على الشعب الفلسطيني في غزة، لا ينفصل باي شكل وباي صورة عن خطة الإعمار العربية، او خطة اعمار عرب السلطة لغزة، بل هما متضافرتان، ومتعاضدتان؛ يكمل كل منهما الأخر. انهما، او يراد لهما، او منهما؛ ضياع ارض فلسطين، وتشتيت شعبها، وما يبقى يقاوم الرحيل منه؛ يحددون له رقعة صغيرة من ارض فلسطين. في تناقض صارخ لحقائق التاريخ والارض والشعب. ان كل ارض فلسطين هي ارض الشعب الفلسطيني؛ اغتصبت منه بإرادة استعمارية ولأهداف استعمارية ولازالت هي ذات الاهداف؛ لإقامة حكم ذاتي مهلهل، ومهزوز الوجود والكيان والشعب والإرادة.
ان هذه العملية، عملية اعمار غزة، وجرائم الكيان الاسرائيلي في غزة، التي تجري في الوقت الحاضر؛ تهدف كما يقول عنها شياطين تل ابيب؛ تدمير المقاومة الفلسطينية، لا تختلف عن الاولى التي تشترط قبل البدء بالأعمار؛ تجريد المقاومة من سلاحها، وان لا يكون لها وجود على ارض غزة، وان تكون إدارة غزة من قبل السلطة الفلسطينية، امنيا وتنفيذيا. انهما حقا عمليتان متكاملتان للتسليم بشروط امريكا ترامب واسرائيل نتنياهو، هذا اولا وثانيا سرقة انتصار المقاومة الفلسطينية. رغم كل التضحيات الجسيمة، التي تعرض ولايزال يتعرض فيها الشعب الفلسطيني الى الحرق والذبح، والجوع والحرمان من ابسط حق للإنسان كي يكون انسان على مرأى ومسمع كل القوى الدولية، سواء العظمى او الكبرى، وعلى مرأى ومسمع كل عرب السلطة من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي، ومنها بل في اولها من تتبنى الآن خطة أعمارغزة، هزت المقاومة الفلسطينية بثباتها وصمودها هزا قويا الداخل الاسرائيلي. ففي اسرائيل دولة الاحتلال والعنصرية والاجرام الذي قامت به، على الشعب الفلسطيني سواء في غزة او في الضفة الغربية؛ تعاني الآن من التفكك والاختلافات والتقاطعات التي تعصف الآن في اركان نظامها الهش، الذي لولا الدعم والاسناد الامريكي؛ لما صمدت كل هذا الزمن، سنة ونصف السنة، وواصلت جرائمها، ولما قامت بكل ما قامت له حتى هذه اللحظة. المقاومة الفلسطينية قد انتصرت انتصارا واضحا لا لبس فيه ولا غموض، والمطلوب هنا هو المزيد من الصمود، والصبر المحسوب؛ لأن تأثيرات المقاومة وصمودها الاسطوري بدأ يأتي اكله.
نتنياهو يقيل رئيس الشابك، رئيس الامن الداخلي، الاخير يرفض الاقالة ويهدد نتنياهو بالكشف عن المستور. كما ان موقف نتنياهو اخذ في الضعف امام المعارضة الاسرائيلية لسياسته في غزة وفي غير غزة وفي ما يخص الداخل الاسرائيلي. كما ان الاصوات الاسرائيلية، حتى من الذين ايدوا هذه المحارق الاسرائيلية في البدء، بدأت ترتفع بصورة واضحة اعلاميا وفي داخل اروقة صناعة القرارات الاسرائيلية؛ مطالبة نتنياهو بإيقاف المذبحة الاسرائيلية في غزة، واجراء سريعا، او اتمام تبادل الاسرى الاسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين. كما ان الكلفة البشرية والسياسية والاقتصادية باهظة الاثمان، رغم التعتيم عليها. يحدث كل هذا في الداخل الاسرائيلي بسبب صمود المقاومة وحاضنتها الشعب الفلسطيني. لقد كان الشعب الفلسطيني، ولا يزال السند الموثوق للمقاومة، هذا اولا وثانيا، لم يفكر ولو مجرد تفكير رغم كل الضغط والجوع والحرمان، وافتراش الارض، على انقاض بيوتهم المدمرة كليا او جزئيا، في العراء بلا مأوى ولا سقف يحميها من البرد والمطر، والحرمان من ابسط حق للحياة كي يعيش الانسان؛ بترك ارضه والذهاب الى حيث يكون هناك مأوى.
ان الشعب الفلسطيني سواء في غزة او في الضفة الغربية؛ شعبا اسطوريا، لامثيل له في كل تاريخ نضال البشرية ضد الظلم وسلب الحقوق في الارض، والحياة، واستلاب الإرادة الحرة، واحلال محلها؛ إرادة خانعة وتابعة وخاضعة. واجه هذا الشعب؛ كل هذا الظلم والمذابح والمحارق بإرادة قوية وثابتة لا تتزحزح قيد انملة عن الارض، وعن مقاومة المحتل. ان حرب الإبادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، و ورديفتها، الخطة العربية لإعمارغزة مصيرهما الفشل لجهة تجريد المقاومة من سلاحها، واخلاء غزة منها، او انها في خاتمة المشوار سوف تخضع للإرادة المقاومة الفلسطينية؛ ليكون عندها الانتصار مدويا..
كاتب عراقي
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
مطور Lords of the Fallen: لن ندمج الاجندات المختلفة في العابنا | مصر بوست
المنتج المصري هيوصل كل مكان.. الدولة ناوية على إيه في ملف الصادرات؟
كيف يساعد اللوز في تخفيف الدوار؟
سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 15 مارس 2025
موعد صرف معاشات شهر ابريل 2025.. هل يتم صرف الزيادة الجديدة؟
موعد مباراة الأهلي والزمالك القادمة والقنوات الناقلة
"الخزانة الأمريكية" تعلن عدم تطبيق قانون مكافحة غسيل الأموال على الشركات المحلية
تشكيل الزمالك المتوقع لمواجهة سموحة في كأس مصر | الرياضة
البحث العلمي تعلن تفاصيل المنح المقدمة من المعهد المتحد للأبحاث النووية
التفاصيل كامله.. باق 72 ساعة.. جامعة أسيوط تعلن حاجتها الى أعضاء هيئة تدريس