رسميًا خسائر فادحة للمزارعين بسبب تراجع سعر الدواجن وسط انخفاض الدولار في 2025

تسبب السعر الحالي للدواجن خسائر كبيرة للمزارعين، مع الانخفاض الواضح الذي شهدته الأسعار بعد تراجع قيمة الدولار، مما يثير قلق المزارعين بشأن استمرارية نشاطهم في السوق. هذا التراجع في السعر يعكس حالة ضعف الطلب مقابل وفرة الإنتاج، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على قدرة المزارعين على تغطية تكاليف الإنتاج والحفاظ على نشاطهم.

تأثير السعر الحالي للدواجن على خسائر المزارعين واستمرارية الإنتاج

صرح رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية بأن السعر الحالي للدواجن يسبب خسائر فادحة للفلاحين، حيث يبيع بعض المزارعين الدجاج بأقل من تكلفة الإنتاج، مما يهدد بترك بعضهم للنظام الزراعي بسبب عدم الجدوى الاقتصادية. وأوضح أن السعر الرسمي عند بوابة المزرعة يتراوح بين 58 و60 جنيهًا للكيلوجرام، بينما يصل سعر التجزئة إلى 68 جنيهًا، مما يعني خسارة بين 8 إلى 10 جنيهات لكل كيلو دجاج. هذا الوضع غير مقبول ويعرض المزارعين لمخاطر مالية كبيرة قد تنعكس سلبًا على مستقبل إنتاج الدواجن، حيث أن انخفاض الإنتاج سيؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار بصورة أكبر يصعب التحكم فيها.

الأسباب الحقيقية وراء انخفاض أسعار الدواجن الحالية وضعف الطلب

يعود الانخفاض الحالي في أسعار الدواجن بشكل أساسي إلى ضعف الطلب مقابل تزايد الإنتاج، خاصة بعد استقرار سوق الأعلاف وتحسن ثروة التربية التي عانى منها القطاع في الماضي بسبب نقص الموارد. يؤكد رئيس الشعبة أن عدد المنتجين عاد للسوق بعد فترة رمضان، وزاد ذلك من العرض مقارنة بالطلب، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. وأشار إلى ضرورة أن يتراوح السعر العادل للدواجن بين 68 و70 جنيهًا للكيلو، من أجل تمكين المزارعين من تغطية التكاليف مع الحفاظ على الأسعار المناسبة للمستهلكين محدودي الدخل. كما بيّن الفرق بين أسعار الدواجن البيضاء والمحلية؛ حيث يتراوح سعر الدواجن المحلية عند بوابة المزرعة بين 103 و105 جنيهات للكيلو، ويباع في الأسواق بسعر يصل إلى 120 جنيهًا.

تغيرات سوق البيض ودور الحكومة في توازن الأسعار وسط زيادة الإنتاج

شهد سعر كرتونة البيض انخفاضًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث وصل السعر للمستهلك بين 130 و135 جنيهًا، رغم أن سعر كرتونة البيض عند بوابة المزرعة يصل إلى 133 جنيهًا، بينما يبلغ سعر التجزئة 150 جنيهًا. ومع ذلك، يستمر سعر البيض مرتفعًا نسبياً بالرغم من وفرة العرض، ولا يوجد سبب واضح لهذا التزايد، خاصة مقارنة باستقرار سوق الدواجن. يوضح رئيس شعبة الدواجن أن هناك تدخلاً حكوميًا سابقًا لاستيراد البيض عندما وصل سعره إلى 180 أو 200 جنيه للتوازن في السوق، ويمكن القول إن الوزارة تدعم الصناعة بشكل مباشر في سبيل تنظيم وتقليل التفاوت الشديد في الأسعار. كما أشار إلى فروقات سعرية واضحة بين بيض المائدة والبيض العضوي، إذ يباع البيض العضوي بسعر يصل إلى 200 جنيه؛ ما يعكس الطلب المرتفع على المنتجات العضوية.

تؤكد تصريحات وزير الزراعة والدراسات السوقية أن الانخفاض في أسعار الدواجن له علاقة كبيرة بوضع السوق الحالي بين ضعف الطلب ووفرة العرض، وخاصة بعد أن استقرت أسعار الدولار وارتفع الجنيه المصري مقابل الأمريكي، مما ساعد على خفض تكاليف الاستيراد وتحسن توفير الأعلاف. لكن هذا الواقع يفرض تحديات جديدة على المزارعين، خصوصًا في ظل عدم وجود آليات دقيقة لتوقع الأسعار، مما يجعل السوق محفوفًا بالتقلبات التي تتطلب خططًا فاعلة من الجهات المعنية لدعم المنتجين وضمان استدامة إنتاج الدواجن وتوفيرها بأسعار مناسبة للمستهلك.