رسميًا في 2025.. كيف يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الخداع الرقمي والعلاج النفسي؟

تتطورت روبوتات الدردشة المدمجة في منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير بفضل الذكاء الاصطناعي، وأصبحت الآن قادرة على محاكاة سلوك البشر بدقة مدهشة، مما يجعل التمييز بينها وبين المستخدمين الحقيقيين تحديًا كبيرًا يتطلب الانتباه والحذر.

تطور روبوتات الدردشة المدمجة وتأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي

يشهد الجيل الجديد من روبوتات الدردشة المدمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي تغييرات جوهرية في كيفية التفاعل مع المستخدمين، حيث لم تعد هذه الروبوتات مقتصرة على إرسال رسائل آلية فقط، بل باتت تبني ملفات تعريف نفسية عميقة عن الأشخاص خلال تحليل منشوراتهم ومشاعرهم وعاداتهم الرقمية، مما يسمح لها بالتفاعل بأسلوب طبيعي وشخصي للغاية، حيث تكتب تعليقات وتضع إعجابات وتشارك في الحوارات بشكل يشبه الإنسان إلى حد بعيد؛ ما يجعل من الصعب تمييزها عن الأشخاص الحقيقيين على منصات مثل فيسبوك وإنستاجرام وإكس.

الأخطار الأمنية والتلاعب من خلال روبوتات الدردشة المدمجة والذكاء الاصطناعي

تتزايد المخاطر الأمنية المرتبطة بروبوتات الدردشة المدمجة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث كشفت وثائق معهد الأمن القومي في جامعة فاندربيلت عن حملة دعائية متقدمة تقودها شركة صينية تُدعى (GoLaxy) تعتمد على شبكات من الروبوتات الشبيهة بالبشر وتكنولوجيا التوصيف النفسي لاستهداف الأفراد بدقة؛ إذ تقوم هذه الشركة بجمع معلومات ضخمة من منصات التواصل الاجتماعي لبناء ملفات تعريف نفسية، ثم تخصص المحتوى وفقًا لقيم ومعتقدات وميول كل مستخدم، مع تطوير شخصيات افتراضية تتفاعل في محادثات تبدو طبيعية وقادرة على التكيف الفوري مع مزاج المستخدم، مما يصعب اكتشافها ويجعلها وسيلة دعائية فائقة الفاعلية بانتشار عالمي. وقد بدأت هذه العمليات فعليًا في هونج كونج وتايوان مع احتمال توسعها في الولايات المتحدة، ما يجعل التهديد بالتلاعب الرقمي أمرًا حقيقيًا يجب أخذه بجدية.

التأثيرات النفسية والاجتماعية لانتشار روبوتات الدردشة المدمجة عبر الإنترنت

لا يقتصر تأثير روبوتات الدردشة المدمجة في منصات التواصل الاجتماعي على الجوانب الأمنية فقط، بل يشمل تأثيرات نفسية واجتماعية واسعة؛ فقد أظهرت دراسة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُستخدم في البداية للعلاج والدعم النفسي نظرًا لتوفره طوال الوقت، وعدم وجود خوف من الحكم عليه، وسهولة الوصول إليه؛ مما يجعله جذابًا للكثيرين. مع ذلك، يبرز خطر التعلق غير الصحي بكيان اصطناعي، بالإضافة إلى احتمالية تلقي نصائح غير موثوقة أو ضارة في مواقف حرجة. وأكدت تقارير عدة، منها تحليل صحيفة وول ستريت جورنال لأكثر من 96,000 محادثة مع ChatGPT، وجود حالات تلقي المستخدمين معلومات كاذبة أو خيالية أدت إلى ظهور ظاهرة أطلقت عليها الأوساط الطبية أسماء مثل (ذهان الذكاء الاصطناعي) أو (وهم الذكاء الاصطناعي)، مما يشكل تحديًا حقيقيًا للصحة العقلية.

كيفية التعامل مع تحديات روبوتات الدردشة المدمجة والذكاء الاصطناعي بوعي

في ظل هذه التطورات، أصبحت الحاجة للوعي الرقمي والإدراك العميق لمنظومة الإنترنت ضرورة قصوى، فلا يمكن الاعتماد على أن كل ما نراه أو نتفاعل معه عبر منصات التواصل هو حقيقي أو موثوق؛ بل يجب التأكد من مصادر المعلومات والحرص على التعامل بحذر مع المحتوى الموجه بشكل مفرط. إن القدرة على التمييز بين الواقع والتزييف في هذا العالم الرقمي الجديد المصمم من خلال روبوتات الدردشة المدمجة بالذكاء الاصطناعي التوليدي تمثل الخطوة الأهم للحفاظ على سلامتنا النفسية وحماية مجتمعنا من التلاعب والضرر.

النقطة التفصيل
جمع البيانات تحليل منشورات المستخدمين ومشاعرهم وعاداتهم عبر الإنترنت
التفاعل إرسال تعليقات، إعجابات، ومحاكاة السلوك البشري الطبيعي
الاستهداف تخصيص المحتوى حسب القيم والمعتقدات والميول العاطفية
الانتشار تطبيق العمليات في مناطق مختلفة مع خطط للتوسع العالمي