ظهور نادر لإيمان الغوري.. عودة بطلة “أحلام أبو الهنا” إلى الشاشة بعد غياب

توفيت الفنانة السورية إيمان الغوري، التي شكّلت حضوراً بارزاً في الدراما السورية بشخصية “خيرو” التي بقيت محفورة في ذاكرة الجمهور، مما أثار موجة حزن عميقة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد رحيلها المفاجئ عن عمر يناهز 57 عاماً في مدينة حلب دون إعلان رسمي لأسباب الوفاة.

السيرة الفنية والشخصية لإيمان الغوري وآثارها في الدراما السورية

ولدت إيمان الغوري عام 1968 في الرياض، وذات أصول شركسية تعود إلى السلطان قانصوه الغوري، وبدأت رحلتها الفنية في سن الرابعة عشرة عبر مسرحية “لا ترهب حد السيف”. حصلت على منحة للدراسة في معهد السينما الحكومي بموسكو، حيث تميزت كطالبة مبدعة، قبل أن تنضم إلى نقابة الفنانين في حلب وتشارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية. ميزها روحها المرحة التي تركت أثراً لا يُنسى في قلوب زملائها وجمهورها على حد سواء، حيث تزامنت بداية تألقها مع دراستها وتخرجها من معهد السينما الروسي عام 1993.

شخصية “خيرو” وتأثيرها الكبير على مسيرة إيمان الغوري الفنية

كان لشخصية “خيرو” في المسلسل الكوميدي “أحلام أبو الهنا” عام 1996 صدى واسع في مسيرة الغوري، حيث برعت في تجسيد امرأة بسيطة الطباع، شديدة التدخل في حياة زوجها، مما خلق مواقف كوميدية محببة لدى الجمهور. تلك الشخصية أضفت على حياتها المهنية نقلة نوعية، وحظيت بشعبية جعلت الجمهور يناديها باسم “خيرو” حتى مع مشاركتها في أعمال بارزة أخرى مثل “خان الحرير” و”يوميات أبو عنتر” و”قلوب خضراء” التي زادت من تأكيد وجودها في المشهد الفني السوري.

ابتعاد إيمان الغوري عن الفن وعودتها وتأثير ذلك على المشهد الفني

غابت الغوري عن الشاشة بعد مشاركتها في مسلسل “شو حكينا” عام 2001، دون إعلان رسمي عن اعتزالها، واستمرت فترة الغياب نحو 11 عاماً قبل أن تعود بدور “أم قصي” في مسلسل “الجذور تبقى خضراء” عام 2012، كما شاركت عام 2014 في المسرحية الكوميدية “حلبي وبيدونة وأمبير”. رفضها المشاركة في مسلسل “روزانا” عام 2018 يعود لرغبتها في التركيز على تربية ابنها الوحيد، وهو قرار اتخذته بدافع شخصي يعبر عن ارتباطها العميق بالأمومة، ما جعلها تمنح تجربة الأمومة الأولوية على موهبتها الفنية.

ظهر رحيل إيمان الغوري كما لو أنه فقدان لضوء يلمع في سماء الدراما السورية، فعلى منصات التواصل الاجتماعي ترددت صيحات الحزن والاستذكار، خاصة لما قدّمته من “ضحكة التسعينات” التي لا يُمكن تجاوزها بسهولة، إذ استعاد جمهورها لحظات فرح وبهجة من خلال أدوارها، فتجلت مكانتها كشخصية استثنائية ضمن التراث الدرامي السوري. المخرج هيثم حقي عبّر عن اعتزازه بدورها في “خان الحرير” مشيداً بجرأتها وصدقها الذي شكّل بصمة فنية ساهمت في إثراء الساحة الثقافية.

يستمر ذكر إيمان الغوري على صفحات محبيها كرمز للأمل والبهجة التي كانت تمنحها لشخصياتها، وتظل “خيرو” نموذجاً لا يُنسى في ذاكرة الدراما السورية، مما يعكس عمق اتصالها بجمهورها ورصانة أدائها الفني الذي استطاع أن يجمع بين الكوميديا والواقع الاجتماعي بأسلوب محبب وقريب من الناس.