رسميًا.. نتنياهو يثير الجدل بادعاءات توراتية وحفريات استيطانية أسفل المسجد الأقصى في سلوان 2025

يشكل ظهور نتنياهو داخل نفق أثري أسفل المسجد الأقصى في سلوان تصعيدًا جديدًا في النزاع على المدينة، إذ ربط في الفيديو المثير للجدل بين الحفريات الاستيطانية وروايات توراتية، زاعمًا أن “آباءه مرّوا من هذا الطريق في صعودهم إلى جبل الهيكل”، وهو ما أثار موجة واسعة من الجدل والانتقادات. هذه التصريحات جاءت في سياق حملة تهدف لتكريس الرواية التوراتية حول القدس عبر حفريات سلوان التي تحمل دلالات سياسية أعظم من أي مبرر علمي.

التفاصيل الجذابة حول تصريحات نتنياهو وحفريات سلوان الاستيطانية

في المشهد الذي ظهر فيه نتنياهو داخل ما وصفه بـ”شارع الصعود”، أكد أن الأرض التي تحت أقدامهم تحمل آثارًا لمشاهد تاريخية تعود لآبائه الذين صعدوا إلى جبل الهيكل؛ مبرزًا أن القدس كانت دومًا مركزيّة في الوعي الإسرائيلي وستبقى بأيديهم. هذا الربط بين الحفريات التوراتية وموقع سلوان الاستيطاني أُخذ على أنه محاولة لإضفاء شرعية دينية على تجاوزات الاحتلال. ويغفل هذا الطرح عمق الهوية الإسلامية والعربية للمنطقة التي خلّدها التاريخ، خاصة في ظل النزاع المستمر على السيطرة على المدينة.

الحقائق التاريخية عن المواقع الأثرية في سلوان وأهميتها في النزاع على القدس

يرى الباحث المقدسي إيهاب الجلاد أن النفق الذي ظهر فيه نتنياهو ليس سوى شارع قديم تم تغطيته لاحقًا ولا يمثل نفقًا بالمعنى الحرفي، بل كان معروفًا تاريخيًا باسم “الجبّانين” أو “الطواحين”، ويمتد من باب العمود باتجاه وادي حلوة في سلوان. ويشير الجلاد إلى أن هذا الطريق يعود لمراحل زمنية متنوعة منها فترة البيزنطية والعصر الإسلامي، ما يقدم سردًا تاريخيًا معقدًا يختلف عمّا يروّجه نتنياهو، ويؤكد على الطابع الإسلامي المتجذر لمناطق القدس الشرقية.

حفريات سلوان وأهداف الاحتلال التي تكشفها التطورات الأخيرة

بدأت الحفريات في سلوان مع بعثات بريطانية أواخر القرن التاسع عشر، وتتابعت عبر تعزيز عمل جمعيات استيطانية بارزة مثل جمعية “إلعاد” التي تدير “مدينة داود” السياحية، وتشهد تلك الحفريات آثارًا مدمرة على البنية التحتية الفلسطينية، خاصة تصدّعات منازل حي وادي حلوة التي تعرضت لانهيار جزئي بين عامي 2007 و2009 بسبب الفراغات الناتجة عن الحفر. ويرى باحثون أن الهدف السياسي للحفريات يظل هو الأبرز، حيث تهدف إلى دعم روايات توراتية ونزع القدسية والإسلامية عن القدس.

جوانب إضافية عن حفريات سلوان وتأثيرها على الوضع الفلسطيني والقدس

  • الحفريات تعرّض منازل الفلسطينيين في سلوان لأضرار مادية كبيرة وتزيد من المخاوف لديهم حول الأمان والاستقرار.
  • الجمعيات الاستيطانية تلعب دورًا مركزيًا في التخطيط والانفاق على الحفريات التي تستهدف تعزيز السيطرة على المنطقة.
  • الشارع الذي أدّعى نتنياهو أنه طريق ديني هو في الحقيقة ممر تاريخي استراتيجي وليس مقدسًا.
  • محاولات طمس الروايات الإسلامية والعربية في القدس تصب في إطار تغيير الحقائق التاريخية للمدينة.
الفترة التاريخية طبيعة الموقع الأهمية التاريخية
العصر البيزنطي جزء من شارع الجبّانين ممر تجاري وصل بين أبواب القدس
العصر الإسلامي امتداد شارع الطواحين دليل على استمرار التجمعات السكنية العربية الإسلامية
القرن التاسع عشر البداية الرسمية للحفريات مبادرات بريطانية وجمعيات استيطانية استهدفت القدس الشرقية

تشكل تصريحات نتنياهو وتوغله داخل مناطق أثرية مرتبطة بالمسجد الأقصى محاولة متكررة لرسم صورة مختلفة للقدس، عبر تمييع الحقائق التاريخية واستخدام الحفريات كوسيلة لترسيخ سياسات الاحتلال. في ظل الضغط الدولي على ملف فلسطين، تستمر محاولات تكريس واقع جديد يصعب تفسيره إلا في سياق الصراع السياسي، مع استمرار المخاطر التي تحدق بهوية ومكانة القدس في التاريخ الإسلامي والعربي.