مستجدات المناهج.. دمج الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في التعليم الجديد

تواكب المناهج الدراسية الحديثة التطورات العالمية من خلال استحداث مقررات تعليمية جديدة تعزز مهارات الطلاب في الذكاء الاصطناعي وأمن السيبراني والسياحة، وهو ما يمثل نقطة تحول مهمة نحو بناء جيل متمكن من المواكبة مع متطلبات المستقبل الرقمي والاقتصادي للمملكة.

تطوير المناهج الدراسية للذكاء الاصطناعي وأمن السيبراني بلمسة تعليم ذاتي

شهدت المناهج الجديدة إضافة مقررات الذكاء الاصطناعي وأمن السيبراني لطلاب المرحلة الثانوية ضمن المواد الاختيارية، حيث تم تطويرها بشراكة بين وزارة التعليم والهيئات المختصة، بهدف تزويد الطلاب بأساسيات الذكاء الاصطناعي وأدوات الأمن الرقمي بشكل عملي يعتمد على التعلم الذاتي؛ لتعزيز فهمهم للتكنولوجيا الحديثة وحماية البيانات الشخصية والعامة من التهديدات الإلكترونية، وهو ما يسهم في إعداد كوادر وطنية مواكبة للتغيرات التقنية السريعة.

مقررات السياحة والضيافة وفن تصميم الأزياء.. إثراء مهارات الطالبات والطلاب لاستثمار الفرص الوطنية

لم يتم الاقتصار على الجوانب التقنية فقط بل شملت المناهج الجديدة مقررات مثل السياحة والضيافة وفن وتصميم الأزياء؛ حيث يقدم منهج السياحة والضيافة في المرحلة الثانوية المحتوى الذي يركز على أهمية القطاع السياحي في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية المهارات العملية في تنظيم الفعاليات والتسويق السياحي، مع التركيز على السياحة المستدامة والمسؤولية المجتمعية، فيما تتعرف الطالبات في منهج تصميم الأزياء على أساسيات التصميم والتسويق، بما يعزز مشاركتهن في صناعة الأزياء الوطنية التي تشهد نموًا متزامنًا مع الرؤية الوطنية.

تعزيز المهارات اللغوية والتعليم المبكر من خلال المناهج الحديثة والمصاحبة الرقمية

شهدت التطويرات التعليمية إتاحة منهج اللغة الصينية للطلاب في الصفوف المتوسطة، وتطوير مادة اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية مع التركيز على تنمية مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، إضافة إلى مهارات التفكير النقدي والإبداعي. كما حرصت المناهج على دعم مراحل التعليم المبكر من خلال دليل مجالات التعلم لمرحلة الحضانة الذي يعزز التطور اللغوي والمعرفي والاجتماعي عبر أنشطة استقصائية ولعب نشط مع شراكة فعالة مع الأسرة. وتضمنت المبادرات إتاحة دليل معلم القرآن الكريم المطوّر الذي يعزز استخدام التقنية في تعليم القرآن بما يتوافق مع منصة “مدرستي”، مما يُثري المحتوى التعليمي ويجعل منه متوافقًا مع التطورات الرقمية.

تعكس هذه التحديثات التعليمية نهجًا شاملاً يدمج المعرفة والتطبيقات العملية، ويُعزز من دور الأنشطة الطلابية في صقل المهارات وتنمية القيم، إذ تُعتبر الفترات غير الصفية مثل الاستراحات والانصراف فرصة لإثراء التعلم عبر مختلف الفعاليات الوطنية والدولية، مما يجعل العملية التعليمية متكاملة وجاذبة. كما يبرز اهتمام التعليم بتطوير مناهج تُعنى بالجانب الإنساني والاجتماعي كالعمل التطوعي وقيم المواطنة، التي تَرسِخ روح التعاون والانتماء الوطني.