1500 سنة.. رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض يحدد عمر ماء زمزم ويكشف أول من استخرجه بعد دفنه

عمر ماء زمزم الحقيقي يبلغ حوالي 6175 سنة بحسب ما كشف عنه رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري، حيث يعد هذا الرقم هو الأول تاريخيًا الذي يُذكر لعمر مياه البئر المقدسة، كما أشار العمري خلال لقاء في برنامج “بودكاست – بترولي” إلى أن مياه زمزم كانت موجودة قبل أن يُضرب جبريل عليه السلام بكعبه في الأرض، بفترة تفوق 1200 سنة، مما يعني أن النبع ظهر قبل أكثر من خمسة آلاف عام.

التاريخ العميق لعمر ماء زمزم وأهميته في التراث الإسلامي

تُعد مياه زمزم من أقدس المصادر المائية في العالم الإسلامي، وعمر ماء زمزم يعكس عمق التاريخ الذي تحمله هذه المياه. قبل أن تتحول إلى بئر، كان يُشار إليها باسم نبع زمزم، إذ اندفعت المياه نتيجة ضرب جبريل عليه السلام بكعبه في الأرض. يُعتقد أن هذا الحدوث كان قبل نحو خمسة آلاف سنة، لكن عمر ماء زمزم الحقيقي أطول من ذلك بكثير، بناء على الدراسات التي أوضحها الدكتور عبدالله العمري. هذا الموقع المائي لم يكن محل نزاع فحسب، بل لعب دورًا هامًا في الثقافة والعادات المتوارثة عبر الأجيال، ما يجعل تاريخ عمر ماء زمزم محوريًا تتمحور حوله الكثير من القصص والروايات التاريخية.

دور قبيلة جرهم في دفن وعثور على بئر زمزم بعد آلاف السنين

مرت مياه زمزم بفترة من الطمس والتخفي على يد قبيلة جُرهم التي دفنت البئر لقرابة 1500 سنة بسبب خلافات مع قبائل أخرى؛ الأمر الذي جعل بئر زمزم غير معروف لفترة طويلة. هذا الدفن لمدة قرون، الذي طال جزءًا من عمر ماء زمزم، أحدث فجوة في استخدام المياه المقدسة تلك، ولكن القدر أعاد لها الحياة حين ظهر البئر لحظة حلحلة النزاعات، وعندما حلم عبد المطلب جد الرسول ﷺ ثلاث مرات بمكان البئر، أمر بحفرها مجددًا. حفر البئر أعاد تدفق المياه، وتحول النبع القديم إلى بئر زمزم الذي صار محتكرًا بيد بني هاشم، وأصبح من المعالم التي يحج إليها ملايين المسلمين سنويًا.

كيف تم تحديد عمر ماء زمزم وتأثيره على فهمنا التاريخي والجغرافي؟

تُعد عملية تحديد عمر ماء زمزم خطوة أساسية لفهم طبيعة ومدة تواجد المياه في هذه المنطقة الصحراوية، وقد استند الدكتور عبدالله العمري في تقديره إلى أساليب علمية حديثة تجمع بين علوم الأرض والجيولوجيا. كشف العمر الزمني لماء زمزم يعطينا مؤشرًا واضحًا على استمرارية وجود المياه في حوض مكة، وهو أمر غاية في الأهمية بالنسبة للدراسات البيئية والجغرافية، كما أنه يعزز من مكانة بئر زمزم في التراث الإسلامي والتاريخي. هذا العمر الطويل يُثبت أن ماء زمزم ليس مجرد ماء عادي، إنما مرتبط بتاريخ تراثي وروحي يمتد لآلاف السنين، ما يجعله فريدًا في سجلات المياه في العالم.

يُظهر عمر ماء زمزم مدى الفهم العميق لتراث المياه المقدسة في مكة، ما يضيف بُعدًا جديدًا للمعرفة التاريخية والجغرافية المتعلقة بهذه المنطقة، ويؤكد أهمية المحافظة على هذا المورد الروحي والبيئي عبر الأجيال.