مكاسب الذهب الأسبوعية.. ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى تصريحات باول وتراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية لتسجل مكاسب أسبوعية ملحوظة بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول التي أشارت إلى احتمال خفض أسعار الفائدة، إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي مما عزز جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين.

ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب مع دعم تراجع الدولار

شهد الذهب الفوري صعودًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 3373.89 دولارًا للأونصة، في حين استقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة عند 3418.50 دولارًا، معززًا المكاسب الأسبوعية. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بشكل رئيسي بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 1%، مما جعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أجنبية، مع تعزيز الدور التقليدي للذهب كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية والسياسية.

تصريحات باول وتوقعات خفض الفائدة تؤجج صعود الذهب

أثرت كلمات جيروم باول بشكل مباشر على التحركات السوقية، حيث أشار إلى تغير في السياسة النقدية أبرزته هشاشة سوق العمل وتحول ميزان المخاطر، وهو ما يرجح احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر القادم. وارتفعت توقعات المستثمرين لهذا الخفض من 75% إلى 85% بحسب أداة CME FedWatch، مما زاد من تحفيز الطلب على الذهب كاستثمار آمن. كما أوضح باول أن القوى الاقتصادية الخارجية مثل السياسات الضريبية والتجارية والهجرية تلعب دورًا في التوازن بين استقرار الأسعار والتوظيف الكامل، مما دفع الأسواق إلى تبني توجه أكثر مرونة تجاه الأصول الثابتة مثل الذهب. وفي نفس الوقت، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث سجل مؤشر إس أند بي 500 زيادة بنسبة 1.2%، وأضاف داو جونز 643 نقطة، بينما صعد ناسداك بنسبة 1.36% مسجلاً 21375 نقطة، مما يعكس حالة من التفاؤل العام في الأسواق المالية.

تأثير البيانات الأمريكية والضغوط الجيوسياسية على أسعار الذهب

عززت بيانات وزارة العمل الأمريكية من دعم أسعار الذهب، إذ أظهرت ارتفاع طلبات إعانة البطالة بأكبر وتيرة منذ ثلاثة أشهر، مسجلة مستويات غير مسبوقة خلال الأربع سنوات الماضية، مما يعكس ضعفًا في سوق العمل الأمريكي ويدعم فرضية خفض أسعار الفائدة. على الجانب السياسي، نقلت رويترز عن مصادر مطلعة مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا بالتخلي عن سعيها للانضمام إلى الناتو والتخلي عن كامل منطقة دونباس، مما زاد من حالة التوتر الجيوسياسي ورفع الطلب على الذهب كملاذ آمن في مواجهة المخاطر المتصاعدة.

الصعود المستمر للمعادن النفيسة الأخرى إلى جانب الذهب

لم يقتصر الصعود على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملحوظة، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 2.2% وصولًا إلى 39.01 دولارًا للأونصة، كما زادت أسعار البلاتين بنسبة 0.7% مسجلة 1362.90 دولارًا، أما البلاديوم فصعد بنسبة 1.4% ليصل إلى 1125.53 دولارًا، ما يعكس توجهًا مستدامًا نحو المعادن الثمينة بشكل عام في ظل الضبابية الاقتصادية والمالية العالمية.