5 مليارات.. قصة سرقة العملة الرقمية التي هزت العالم وغامض اختفائها

في عالم العملات المشفرة التي تثير الفضول والشكوك، برزت الدكتورة روجا إغناتوفا كرمز للغموض وأوهام الثراء السريع عبر عملة “ون كوين”، التي جذبت استثمارات بالمليارات قبل أن تختفي تاركة ورائها أحلاماً محطمة وأسراراً بلا حل. تعرّف على تفاصيل قصة “ون كوين” التي صدمت سوق العملات الرقمية وأثارت تساؤلات حول مصداقيتها.

كيف أصبحت “ون كوين” العملة المشفرة المثيرة للجدل التي جذبت مليارات الاستثمارات

كانت “ون كوين” في البداية وعداً لجيل جديد من العملات الرقمية التي تهدف إلى تخطي بيتكوين، عبر تسويق مبهر شهدته مؤتمرات ضخمة مثل ظهور روجا إغناتوفا في ويمبلي أرينا، حيث أعلنت بثقة أن “ون كوين” ستصبح العملة المشفرة الأولى في العالم، متجاوزة بيتكوين في فترة قصيرة جدًا. هذا الإعلان جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، من باكستان إلى النرويج، حيث ضخوا أكثر من 4 مليارات يورو بين 2014 و2017. حتى بريطانيا استثمرت وحدها 30 مليون يورو خلال 2016، مما يعكس الهوس الذي صنعته هذه العملة الرقمية، بالرغم من غياب البنية التحتية التقنية الحقيقية التي تقوم عليها العملات المشفرة المعتادة.

الفرق الجوهر بين “ون كوين” وبقية العملات الرقمية الحقيقية

على عكس بيتكوين التي تعتمد على تكنولوجيا البلوك تشين الآمنة واللامركزية، كشفت التحقيقات والتحليلات أن “ون كوين” لم تمتلك نظام بلوك تشين حقيقي، بل كانت مجرد قاعدة بيانات SQL عادية يمكن التلاعب بها بسهولة. هذا الأمر آثر سلباً على مصداقية العملة، وأدى إلى تشكيك الخبراء مثل بيورن بييركي، الذي رفض منصب المدير التقني بعدما أدرك حقيقة نقص البنية التحتية التقنية، مشيراً إلى طبيعة العملة الوهمية وعدم استدامتها. في واقع الأمر، اعتمد نظام “ون كوين” بشكل أساسي على التسويق الهرمي الذي يستند إلى جذب مستثمرين جدد لدفع العوائد للمستثمرين السابقين، وليس على آليات تداول أو توليد قيمة حقيقية، ما يجعلها تشبه عمليات الاحتيال المعروفة.

تداعيات اختفاء روجا إغناتوفا وتأثيرها على المستثمرين والعدالة المالية

مع تصاعد نجاح “ون كوين” وتضخم ثروة روجا إغناتوفا، بدأت تظهر علامات الشك، خاصة مع تأجيل إطلاق البورصة التي كان من المفترض أن تُحول رموز “ون كوين” إلى أموال نقدية قابلة للسحب. اختفت روجا فجأة في أكتوبر 2017 بعد قدومها إلى أثينا، لتترك خلفها ملايين المستثمرين في حيرة وخيبة أمل، كما تولى شقيقها كونستانتين الأمر لفترة قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الاحتيال. بالإضافة إلى ذلك، تواجه روجا اتهامات بالاحتيال وغسيل الأموال من قبل السلطات الأمريكية، في حين ما زالت معظم الأموال مجهولة المصير بسبب تعقيد الهيكليات المالية وشركات وهمية تستخدم لغسل الأموال وإخفاء المسارات المالية. يُشير خبراء إلى صعوبة تتبع هذه الأموال بسبب اللجوء إلى ولايات قضائية تسهل هذه العمليات، بينما يستمر بعض المروجين في جذب مستثمرين جدد رغم كل الفضائح.

العام الاستثمارات العالمية في ون كوين الاستثمارات في بريطانيا وحدها الأحداث الرئيسية
2014-2017 أكثر من 4 مليارات يورو 30 مليون يورو في النصف الأول من 2016 انتشار ون كوين عالمياً وجذب المستثمرين
أكتوبر 2016 كشف غياب تكنولوجيا البلوك تشين
أكتوبر 2017 اختفاء روجا إغناتوفا
2019 اعتقال كونستانتين في لوس أنجلوس
2025 غياب العدالة وبقاء ضحايا المنصة ينتظرون حقهم
  • روجا استثمرت ثروتها في عقارات فخمة وحفلات باهظة على اليخت.
  • المستثمرون جذبوا من خلال وعود بربح سريع وعوائد خيالية.
  • هيكل “ون كوين” كان يعتمد على جذب مستثمرين جدد لتسديد العوائد، مما يشير إلى مخطط هرمى بحت.
  • التحقيقات أظهرت استخدام شركات وهمية لتعقيد تتبع الأموال.
  • المروجون مستمرون في جذب مستثمرين جدد رغم الفضائح المحيطة.

لم تكن “ون كوين” مجرد عملة رقمية عادية، بل جاءت كدرس قاسٍ في عالم الاستثمار بالعملات المشفرة، يبرز فيه الفرق بين الابتكار الحقيقي والاستغلال التسويقي؛ عالم يتعاطى فيه المستثمرون بقلوب مفتوحة وسط وعود الثراء، غير مدركين الفخاخ التي تنتظرهم خلف ضباب الرقمنة.