10 سيارات ثمينة.. كيف أثرت سيارات سبقت عصرها على مفهوم الفشل في عالم السيارات؟

تضم مقبرة السيارات الرائعة نماذج لا تُنسى من طموحات صنعت تاريخًا وُلد ليكون أقرب إلى الأسطورة، فهناك سيارات جمعت بين التصميم الثوري والابتكار الهندسي لكنها تعرضت لفشل تجاري مدوٍ، ما يجعل من استكشاف أشهر حالات فشل السيارات الرائعة تجربة تثري معرفة عشاق السيارات والتاريخ الصناعي على حد سواء.

تفاصيل فشل أشهر السيارات الرائعة وأسباب عدم استمراريتها

تُعتبر سيتروين إس إم من أبرز السيارات الرائعة التي قُدمت كتحفة فنية متقدمة على عصرها، إذ احتوَت على محرك مازيراتي سداسي الأسطوانات مع هيكل مستقبلي تصميمه من المصمم روبرت أوبرون الذي أضفى عليها هوية فريدة؛ ورغم روعة هذه السيارة وأهميتها، ما كان لها أن تُنجح بسبب التكاليف العالية المرتبطة بتطويرها، إلى جانب أزمة النفط العالمية في السبعينيات التي أنهت هذا المشروع بعد تصنيع 12,920 وحدة فقط، محولةً إياها إلى أيقونة نادرة بين السيارات الرائعة التي لم تجد فرصة للبقاء.

من ناحية أخرى، جذبت هادسون هورنت اهتمام سباقات ناسكار بفضل محركها سداسي الأسطوانات ومركز جاذبيتها المنخفض، لكنها فشلت في كسب الجمهور العام بسبب سيطرة محركات ثمانية الأسطوانات آنذاك، ما جعلها تبدو قديمة رغم المزايا، وهذا أدى في نهاية المطاف إلى اندماج شركة هادسون مع ناش، متلاشية من المشهد كجزء من شركات أمريكان موتورز.

محاولات تقديم سيارات سيدان فاخرة وسط تحديات السوق

برزت تالبوت تاجورا خلال فترة اضطرابات صناعية كآخر محاولة تحت مظلة كرايسلر ثم مجموعة PSA الفرنسية، حيث تم تقديم سيارة سيدان فاخرة تأمل في منافسة كبار المنتشرين بالسوق، لكنها فشلت في إقناع العملاء رغم حداثة تصميمها بالمقارنة مع بيجو 604، وبلغ عدد الوحدات المباعة 20 ألف وحدة فقط، مما أدى إلى سقوط العلامة التجارية تالبوت على يد فشل تجاري اقتصادي.

في سياق سيارات المستقبل الذي لم تستقبلها الأسواق جيدًا، تمثل كورد 810/812 مثالاً بارزًا من الثلاثينيات لسيارة تقدم أول مصابيح أمامية قابلة للسحب إلى جانب نظام دفع أمامي وتقنيات شبه أوتوماتيكية، لكن التعقيد الشديد والحجم الصغير مقارنة بالسيارات الفاخرة العاملة دفع الجمهور للابتعاد عنها، فكانت النهاية مسجلة باعتبارها آخر إنتاج لشركة كورد مع اختفاء علامات مثل أوبورن ودوسنبرج.

التكنولوجيا المستقبلية وأثرها على مصير السيارات الرائعة

شهدت سيارة إن إس يو آر أو 80 اعتمادًا مبكرًا على محرك فانكل الدوار الذي كان تقنية متقدمة للغاية يومها، لكن عيوب المحرك وأزمة النفط جعلتها تعاني استهلاكًا عاليًا للوقود، لتصبح علامة على أن الريادة التقنية لا تضمن النجاح التجاري، خصوصًا بعد استحواذ فولكس فاجن عليها وضمها إلى أودي في 1969.

أما ستوديبيكر أفانتي فقد انطلقت عام 1962 بتصميم جريء للمصمم ريموند لوي، إلا أن الشركة كانت تمر بأزمة مالية عميقة، مما جعل إطلاق سيارة كوبيه مكلفة في ذلك الوقت مخاطرة غير محسوبة، وببيع 5,800 وحدة فقط، كان خاتمة زمن لشركة أمريكية عريقة ضمن قائمة السيارات الرائعة التي فشلت رغم الأناقة.

حالة فولكس فاجن فايتون كانت استثنائية في صراع العظمة؛ فالسيارة التي تمثل مجهودًا هندسيًا هائلًا بمحرك W12 وتقنيات متقدمة، واجهت مأزقًا مع هوية العلامة، حيث كان شعار VW عائقًا أمام قبول السوق للسيارة الفاخرة، خاصة مع وجود أودي في نفس المجموعة، مما تسبب في خسائر فادحة بلغت 28,000 يورو لكل سيارة.

تُضاف لهذه القائمة هيلمان إيمب، التي رغم بيع أكثر من 400 ألف وحدة، إلا أن فرض الحكومة البريطانية بناء مصنع في أسكتلندا في ظل عمالة غير مؤهلة وازدياد التكاليف أدى إلى خسائر ضخمة، وهو ما عجل بسيطرة كرايسلر عليها بحلول عام 1967.

في أستراليا، أطلقت سيارة ليلاند بي 76 بجوائز وحضور قوي، إلا أن البيع تحت علامة تُعرف بالشاحنات التجارية إضافة إلى توقيت إطلاقها أثناء أزمة النفط والتضخم حال دون نجاح المبيعات، ويُقدَّر إنتاجها بحوالي 18,007 وحدة، مما يجعلها مثالاً صريحًا لفشل سيارة واعدة بسبب قرارات تسويقية خاطئة.

أخيرًا، AMC AMX التي تميزت بسيارة رياضية صغيرة بمقعدين وسعر منافس، استطاعت حصد أرقام سرعات وإشادات نقدية، لكنها لم تُقنع الجمهور بشرائها بدلاً من سيارة كورفيت الشهيرة، ما أدى إلى توقف إنتاجها بعد بيع أقل من 20 ألف وحدة، لتصبح فئة ضمن طراز آخر بعد عامين فقط من الطرح.

تكشف هذه السيارات الرائعة عن حقيقة أن التميز التقني وحده لا يكفي للنجاح، فالتوقيت، وتقبل الجمهور، والظروف الاقتصادية والسياسية تؤثر بشكل بالغ في مصير أي سيارة بلا استثناء.